نورسات الاردن
عطوفة رئيس مجلس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد الأكرم أصحاب العطوفة أعضاء مجلس الهيئة الاكارم
أصحاب الفضيلة .. الآباء الأجلاء
الحضور الكريم
نلتقي اليوم تلبية لدعوة كريمة من عطوفة رئيس مجلس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد في هذا اللقاء التشاركي الخيرّ بهدف التعريف بمعايير النزاهة الوطنية وآثار الفساد. يعكس هذا اللقاء إيماناً بالقيم والتعاليم الدينية وبدور الأئمة والوعاظ ورعاة الكنائس في نشر ثقافة النزاهة والشفافية في المجتمع، ويحمل العديد من المعاني التي نتّفق عليها وتشكل جزءاً من منظومتنا الأخلاقية والسلوكية. كما أنه يقدم صورة للوئام في نموذجيّتِه الأردنيّة الأصيلة.
لقد جاء تأسيس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد تجسيداً لرؤية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله في تحقيق زيادة الازدهار المجتمعي وتعبيراً عن إرادة سياسية جادة تحارب الفساد. وفيما نعبر إلى مئوية ثانية في مملكتنا الأردنية الهاشمية الراسخة ، تتضح هذه الرؤية في الهيئة ورسالتها كما يعبر عن ذلك اسمها.
ولما كان العديد من المواقف اليومية تتحدى مقتضيات الخير العام ونزاهتنا وحكمنا الأخلاقي، يأتي دور الهيئة في رصد الممارسات والتجاوزات التي تخالف قيمنا والمبادئ والقوانين والمعايير الموضوعة، وكذلك في سعيٍ حميد في تفعيل منظومة النزاهة الوطنية وترسيخ قيم النزاهة ومعايير السلوك الفردي والمؤسسي. فمعالجة الفساد في المجتمع ترتبط بتعزيز النزاهة الفردية والاجتماعية، ليكون عنوان رسالتها النزاهة لمكافحة الفساد
أصحاب العطوفة الآباء الأجلاء- أصحاب الفضيلة .
النزاهة الوطنية هي سلوك الأفراد والمؤسسات وفقا لحكم القانون. أما النزاهة فهي في الغالب مرادفة لقيم الصدق والأمانة وتعني القدرة على
التمسك بالأخلاق والقيم الصالحة. والنّزيه هو الشخص الصّادق الأمين، الذي يتمتع بالفضيلة، الجدير بالثقة. إنه من يرفض المساومة على ضميره. النزاهة هي المجموع الكلي لكينونتنا وأعمالنا. وهي حالة تتطابق فيها افعالنا مع إيماننا، وسيرتنا مع عقائدنا. والمنطق والخبرة كلاهما يحولان دون توقُّع أن النزاهة ضمن منظومة الأخلاق يمكن أن تسود في غياب الوازع الأخلاقي الديني الذي يقف خلف جميع التصرفات والعادات التي تحقق الخير العام والازدهار المجتمعي، ويعتبر الدين والأخلاق دعائم لا غنى عنها لتحقيقه. وهذه الدعائم – الدين والأخلاق- هي الأكثر صلابة في دفع الناس للقيام بواجباتها. وعبثا يدّعي أيّ شخص أنه يكرّم الأنسانية والمجتمع والوطن إذا غاب عنه الحسّ الأنساني والعاطفة الدينية. لذا فإن منابرنا الدينية منابر الحكمة والموعظة الحسنة، والتي تعلم النزاهة والفضيلة وتحث على الخير والصلاح، هي الأقوى صلة والأكثر تأثيرا في تعزيز النزاهة تحقيقاً للخيور الخاصة والعامة وضمان حماية المال العام والخاص، والممتلكات، والسّمعة، والحياة والكرامة الانسانية.
وعلى قدم المساواة مع رجال الدّين فإنّ على المسؤول والموظف العام والناشط السّياسيّ والاجتماعيّ والتربويّ وأصحاب التأثير بل على كلّ مدرسةٍ وأسرة وفرد في المجتمع، العمل على تمسّكٍ ميثاقيٍّ مجتمعيٍّ بقيم النزاهة والأمانة التي جاءت بها الكتب السماوية وتمتلئ أسفارها المقدسة بالحثّ عليها طاعةً لأوامر السّماء واحتراماَ للقيم الأصيلة.
والمسيحية التي وقعت في تاريخها أكبر جريمة فساد وخيانة، عندما قبض يهوذا الإسخريوطي ثلاثين من الفضة رشوة وثمناً ليُسلِم معلّمَه السيد المسيح له المجد، فراح ضحيتها ونفذ فيه حكم الإعدام صلبا، هذه المسيحية تحضّ على الأمانة والنزاهة وتكافئ الأمين. فالسيد المسيح يقول للعامل الأمين “نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَح سَيِّدِكَ” . أما الْعَبْدُ الْبَطَّالُ فيطرح “إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ، هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ.”
لذلك نحن لا نقبل الافتراض القائل بأنه يمكن الحفاظ على الأخلاق بدون دين.
نأتي اليكم في هذه الهيئة العتيدة يدفعنا الواجب كشهود أمناء لرسالة
منابرنا، لنبارك جهودكم، ولنؤكد لكم وقوفنا معكم كشركاء في جهودكم الطيّبة في تحالف النزاهة، فأنتم ونحن ومعنا كل الخيرين، دعاةٌ في مركبٍ واحدٍ، وجهته إرضاءُ الله تعالى وخدمةُ الوطن والولاءُ للعرش الهاشمي الغالي وخيرُ أبناء بلدنا المبارك