نورسات الاردن
خلال ترأسه قداس ختام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين مساء الثلاثاء 25 كانون الثاني يناير 2022 في كاتدرائية مار يوسف في بغداد تحدث غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل للكلدان عن الوحدة. وهذا ما قال نقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية:
تُصلي الكنائس المختلفة من أجل الوحدة كلَّ عام لمدة اسبوع (من 18-25 كانون الثاني) لكي ينير الرب درب رؤساء الكنائس ويلطّف قلبهم للتقارب وتوحيد الخطاب والمواقف كفريق واحد، أمام التحديات التي تواجهها كنائس العالم وكنائسنا في الشرق المتوسط بشكل خاص، فالمخاطر هنا وجودية مقلقة.
الوحدة الجوهرية موجودة في العمق (الايمان والروح) غير منظورة، فقانون ايماننا واحد وطقوسنا متقاربة خصوصاً ما يتعلق بجوهر احتفالاتنا بالأسرار السبعة. هذه الوحدة غير تامة كنسياً، لأن شكل الكنائس مختلف، جغرافيتها مختلفة، ولغتها مختلفة وهكذا بالنسبة لطقوسها وتقاليدها وقوانينها ورياستها، فلا يمكن تجريد هذه الكنائس من هويتها. المهم الا يتحول هذا التنوع الجميل الى خلافات ومنافسات وانعزالات…
الوحدة ليست مجرد وحدة إدارية، بل بُعدٌ لاهوتي. وروحي وراعوي، ولا تخفى أهمية العمل لبلوَرة بعض التعابير اللاهوتية والعقائدية وتوحيدها. فالكنائس مدعوّة إلى عيش هذه الروحانيّة التي كانت رغبة المسيح وهي رغبة كل مسيحي.
الوحدة تتطلب من جميع الكنائس التوبة والتجدد والاحترام وان يرى كل واحد في وجه كنيسة الآخر وجه الكنيسة الواحدة في الجوهر، وان يسعى للبلوغ الى كمال الشركة. علينا إدراك أبعاد الوحدة ومستلزماتها حتى يشعر كل طرف بمضامينها، فيكون هاجس الوحدة جزءً أساسياً من وعينا الإيماني وسلوكنا الشخصي والكنسي.
علينا ان نعترف ونحترم بعضنا البعض ونتعاون بكل ثقة وصدق خصوصاً في مجال التعليم والتربية والقطاع الاجتماعي والخدمة الرعوية وحالات الطوارئ. من هذا المنطلق لابد من قراءة متجددة ومتعمقة لهذا الإرث الكنسي المتنوع لتقريب وجهات النظر، عبر حوار صادق وشجاع وبقلب واحد وبروح انجيلية واحدة كما تتطلبه الأوضاع الحالية.
بهذا اليوم المبارك، ونحن نختتم أسبوع الصلاة من أجل وحدتنا، أنتهز الفرصة لأدعو إخوتي من الكنائس الاخرى للسير معاً على خطى الوحدة كما يريدها المسيح.