نورسات الاردن
وجّه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب رسالة لمناسبة الاحتفال باليوم العالمي الثاني للأخوّة الإنسانية، توقف فيها عند أهداف الوثيقة التي وقَّعها مع قداسة البابا فرنسيس والذي وجه إليه التحية كـ “رفيق شجاع على درب الأخوةّ والسلام”. وشدد على ضرورة العمل من أجل تحقيق أهداف هذه الوثيقة وعلى حاجتنا إلى الصداقة والتعاون والتضامن
لمناسبة الاحتفال باليوم العالمي الثاني للأخوّة الإنسانية وجه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب رسالة أشار فيها إلى أن هذا الاحتفال يشكل دعوة إلى عالم أفضل تسوده روح التسامح والأخوّة والتضامن والتعاون. كما وأكد فضيلته على أن هذا اليوم يشكل من جهة أخرى رجاءً في توفير أدوات فعالة من أجل مواجهة ما أمام البشرية من تحديات، مع الاهتمام بشكل خاص بالأشخاص الضعفاء، اليتامى، الفقراء، النازحين ومَن يعانون قسوة الحياة، ولكن أيضا مَن تحجرت قلوبهم بسبب تطلع إلى ثراء يمارسون به السلطة. وتابع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب مشيرا إلى أن الضعفاء هم ضحايا المادية الحديثة بكل ما فيها من فردانية مبالغ فيه. وحذر في هذا السياق من خطر التوجهات الفردانية للأشخاص.
هذا وأراد فضيلة الإمام الأكبر في رسالته توجيه التحية إلى مَن وصفه بـ “أخي العزيز فرنسيس” مضيفا أنه “رفيق شجاع على درب الأخوةّ والسلام”. أعرب الدكتور أحمد الطيب من جهة أخرة عن التقدير لسمو الشيح محمد بن زايد الذي يسير على خطى والده السخية. حيا الإمام الأكبر في الرسالة أيضا الجهود الساعية إلى نشر وثيقة الأخوّة الإنسانية ورسالتها، والتشجيع الصادق للمبادرات الساعية لدعمها في العالم. وفي حديثه عن الوثيقة ذكر فضيلة الإمام الأكبر إنها ثمرة القناعة المشتركة بأهمية الفهم المتبادل بين أتباع الأديان، بدون استثناء غير المؤمنين. كما وذكَّر بهدف هذه الوثيقة، ألا وهو إنهاء الأحكام المسبقة التي غالبا ما تقود إلى سفك الدماء والحروب بين الأشخاص، وذلك أيضا بين أتباع الدين ذاته والإيمان نفسه. ومن بين ما أراد الشيخ أحمد الطيب التشديد عليه في رسالته كون البشر جميعا أخوة وأخوات.
هذا ولم تخلُ الرسالة من الإشارة إلى أن الاحتفال باليوم العالمي الثاني للأخوّة الإنسانية يأتي في عالم لا تزال تطبعه الجائحة. وأعرب فضيلة الإمام عن الرجاء في أن ينبه الخوف السائد في العالم الضمائر المتحجرة والنفوس المتعجرفة، وأن يحث على التضامن القادة في سعيهم إلى تخليص البشرية من هذه الأزمة وتبعاتها. أعرب فضيلة الشيخ أحمد الطيب أيضا عن ثقته في قدرة العالم، بإذن الله، على تجاوز هذه الأزمة العصيبة حين يكون مَن عليهم اتخاذ القرارات على الصعيد الدولي والشخصيات الدينية والمثقفون على قدر المسؤولية.
وإلى أعضاء اللجنة العليا للأخوّة الإنسانية وجه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر التحية، داعيا إياهم إلى مواصلة العمل من أجل تطبيق أهداف وثيقة الأخوّة الإنسانية عبر إطلاق مبادرات كثيرة تتجاوز الاختلافات والحدود. وأشاد الدكتور أحمد الطيب بعمل اللجنة مشجعا أعضاءها على مواصلة التعاون مع جميع الشركاء لتحقيق هذا الهدف النبيل.
هذا وتحدث الإمام الأكبر في رسالته عن الانطلاق على درب الرجاء في عالم جديد خالٍ من الحروب النزاعات يلقى فيه الفقراء الدعم، والضعفاء العدالة. وواصل مؤكدا الوعي بصعوبة تحقيق هذه الأهداف في عالم تعصف به النزاعات، فهي أهداف لا يقبلها مؤججو الحروب، لكنه شدد على أن مصير جميع المؤمنين بالله هو السير على درب السلام مهما كانت قسوة العوائق. وختم فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب مؤكدا الالتزام الشخصي لإزالة جميع دوافع الكراهية والنزاعات والحروب. كما وشدد على الحاجة إلى الصداقة والتعاون والتضامن أمام التحديات التي تهدد البشرية واستقرارها.