نورسات الاردن
بقلم باسمة السمعان
حادثة الطفل ريان اخذت مساحة كبيرة من الاهتمام الانساني والاجتماعي والاعلامي الدولي والعالمي وتضامن العالم بالصلاة والدعاء وجندت دولة المغرب العربي كل الامكانيات لانقاذه وفي النهاية ارادة الله هي كانت الفاصل والكلمة الاخيره له بأن اراح الطفل ريان من عيش حياة ممكن ان تكون محفوفة بالمعاناة له ولاهله من جراء اثار السقوط كما صرح الاطباء الذين كانوا متابعين حالته الصحية بأن هناك كانت كسور في الرقبة والعامود الفقري والجمجمة.
خمسة ايام مضت ماذا تعلمنا منها وما هو الدرس الذي علينا ان لا ننساه ؟
بعض المبادرات التي اتجهت بعض الدول لاتخاذها لكي لا تتكرر حادثة ريان , وهنا اشيد بالمبادرات الاردنية بحيث بدأت الوزارات المعنية بتشكيل لجان لحصر الابار المحفورة والمنسية بمناطقها لكي تمنع اي حوادث سقوط فيها وهذا رد فعل عقلاني وعملي من قبلها , وايضا شكلت فرق انقاذ خاصة لكي تكون مستعدة لمثل هذه الحوادث والاستعانة بمختصين وخبراء للعمل معا حال حدوث عوارض مشابهة .
الشأن الأكبر الذي علينا حصره ودول العالم أن تنظر اليه ، هناك انتهاكات وتعدي واستغلال وتشريد وتهجير وفقر وجوع وظروف معيشية قاسية يعيش في وسطها اطفال في دول بالعالم منسية ولا أحد يتطلع اليهم ، اطفال فلسطين وسوريا واليمن والسودان وافريقيا وشرق اسيا من ينظر اليهم ومن ينقذهم ؟ يعيشون في ظلمات ابار حفرتها سياسات وحكومات دول ظالمة ، اطفال فلسطين كل يوم يتعرضون لاعتداءات وتهجير من بيوتهم وارضهم ويقضون الليالي في العراء حيث البرد القارس والجوع والفقر والمرض ، كل يوم يموت منهم الكثير جراء طلقات النار العشوائية التي تستهدفهم او جراء سوء المعيشة وشبح المرض وقلة الموارد الذي يطاردهم ، من ينظر اليهم ؟
العالم كان يراقب خروج ريان من البئر وهو مرابض ينتظر ، خرج ريان محمولا بلا نفس وكانت صدمة للجميع لان املهم كان بأن يخرج ريان حيا تأخذه امه في حضنها وتعانقه وتدفئه بحنانها وتغسل بدموعها دماءه المسكوبة على وجهه ، لكن ريان اخذته العناية الالهية لأنها احن من البشر.
انفض تجمع العالم وسكت الاعلام الان عندما مات ريان ، من يوقظ العالم على معاناة الملايين من “ريان” المنسيين ؟