نورسات الاردن
بصلوات صاحب الغبطة والقداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، وتحت رعاية صاحب النيافة الحبر الجليل الانبا برسوم اسقف ديروط وصنبو عقدت كنيسة الشهيدان العظيمان أبادير وأبرائي أخته بنزلة ساو ودشلوط وبأويط، وبالتعاون مع مركز الدرسات القبطية بمكتبة الإسكندرية
الدكتور لؤي محمود سعيد مدير المركز الملتقى الثقافي الأول تحت عنوان ايماننا القويم وذلك بدير الأنبا صرابامون الأسقف والشهيد بديروط الشريف مقررعام المؤتمر القس أشعياء فوزى والمنسق العام الأستاذ كيرلس شاول.
وفي كلمته، قال القس أشعياء فوزي نجيب كاهن كنيسة الشهيدان العظيمان أبادير وإيرائي أخته، إنه لشرف عظيم لي أن أُكلف بتقديم هذا المؤتمر الرائع الذي تشهده منطقة باويط ويقام على هذه الأرض التاريخية؛ فأني أشتم في هذا المؤتمر عبق التاريخ، ويرسم أمامي لوحة مفعمة بالمناظر التاريخية والدينية والوطنية.
ويشرفني أن أكون مشاركًا في هذه العرس الأول من نوعه على أرضنا الحبيبة أرض باويط وبضم كوكبة من المتخصصين في علم اللاهوت والطقس والعقيدة وفن الأيقونات والتاريخ والتراث الشعبي وأيضًا عمالقة القبطيات من أولادنا المخلصين.
ولعل اشتراك مركز الدراسات القبطية في مكتبة الأسكندرية معنا في هذا المؤتمر إنما هي شهادة نعتز بها ونفتخر بما قدمته مكتبة الإسكندرية وبما تقدمه من أجل إحياء الهوية المصرية.
أشكر كل المنظمين لهذا العُرس التاريخي والديني.. أشكر كل المشاركين نصلى إلى الله أن يكون هذا المؤتمر بذرة وبداية لمؤتمرات ولقاءات مستقبلية.
وألقى الأستاذ كيرلس شاول بشرى كلمة افتتاحية المؤتمر جاء فيها نشكر الله في كل حين على معونته التي يشملنا بها دومًا فحقًا قال الله للقديس بولس الرسول «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ» فها نحن نرى اليوم نعمة الله تسندنا وتقوينا وتكمل نقصنا وأحتياجنا وتعمل في ضعفنا لتكميل هذا العمل الذي ووضع لبداية مشوار تعليمي وتثقيفي طويل سنجني ثماره مستقبلًا.
بدأنا في التفكير في عمل هذا المؤتمر في أواخر شهر نوفمبر 2021م ، وعرضت الموضوع على أبي الحبيب القس أشعياء فوزي نجيب، وعلى أستاذي ومعلمي الفاضل الأستاذ إسحاق أبراهيم الباجوشي فرحب الطرفين وصلينا وأخذنا على عاتقنا بعمل وتنظيم وإعداد شئ يكون إفادته دائمة ومؤثرة في العقول والقلوب فكما شرحنا أن العلم نور وما هو النور إلا الله النور الحقيقي.
فبدأنا باختيار السادة المحاضرين وبعنايه وإرشاد إلهي تم اختيار نخبة من علماء، وباحثي كنيستنا القبطية الغنية بأبنائها واتفقنا على موضوعات هامة ومبادئ رئيسية يجب أن تتوافر وتتأصل في حياة كل مسيحي قبطي، وحرصنا على تنوع المحاضرات التي تلقي النور على موضوعات كثيرة مثل: (مقدمة في مبادئ علم اللاهوت) وماهو اللاهوت؟، وماهي علوم وأقسام اللاهوت المختلفة؟، وكيفية دراستها؟ وما أهم النقاط التي يجب الاهتمام بها؟ وما أهم الكتب والمراجع والمناهج اللاهوتية وأهم الدساتير الإيمانية ورواد الكنيسة اللاهوتيين عبر التاريخ، وفي محاضرة أخرى في غاية التشويق والأهمية حيث سنتعرف ونتعلم ما أهمية الأيقونات في الكنيسة وما فائدتها وإهم الإشارات اللاهوتية والكتابية من الأيقونة وسنتعرف معًا على مدارس الفن الأيقنوجرافي من القرون الثلاث الأولى حتى يومنا هذا، وفي محاضرة أخرى سنتعرف على أهمية تراثنا، وأن تراثنا ليس حكرًا على الأقباط فقط إنما هو ملك وتراث وتاريخ لكل المصريين بمختلف المذاهب والديانات، وفي أخرى أيضًا عن رحلة العائلة المقدسة وأهم الأماكن التي زارتها وقطنت بها العائلة المقدسة في محافظة أسيوط منذ دخولها هذة المحافظة إلى خروجها، وفي محاضرة هامة أخرى سيتحدث فيها عن اللاهوت الدفاعي والنقد الكتابي وأهم الأسئلة والمحاور الهامة في هذين المادتين وكيفية دراستهما وممارستهم في الحياة، ثم سنذهب في رحلة تاريخية هامة في تاريخ إيبارشية ديروط وصنبو وكيف بدء هذا الكرسي إلى أن وصل إلينا اليوم، وسنذهب في رحلة أخرى عن أقليم أنصنا وهو من أهم الأقاليم الرومانية في مصر التي لعبت دورًا هامًا في تاريخ الدولة الرومانية بصفة عامة، وفي تاريخ الكنيسة القبطية بصفة خاصة، وفي رحلة تجمع بين التاريخ والروحانية سنتعرف على تاريخ تسبحتنا القبطية، وكيف وصلت إلينا هي، وكتاب الأبصلمودية السنوية، وسنتعرف كيف أن كنيستنا استمدت هذة التسبحة من آبائنا الرسل المكرمين الذين سلموها لآبائنا الرسوليين ثم أستلمها آباؤنا معلمي البيعة المكرمين إلى أن تسلمناها نحن وستستمر إلى يوم المجيء، وسيتحدث عن علم اللاهوت الطقسي في فكر العلامة رجل الصلاة والتعليم الأنبا إغريغوريوس أسقف البحث العلمي، وسيتكلم في هذا الموضوع بنظرة تحليلة مع الشرح الدقيق قدر الاستطاعة، وسوف يكون هناك ثلاث ورش عمل هامة جدًا لجميع المحاضرات حيث سنتعلم ونتعرف على مدارس الفن الأيقونوجرافي من الثلاث قرون الأولى إلى يومنا هذا وأهم رواد تلك المدارس، وأهم مميزات كل مدرسة مع وسائل الإيضاح المختلفة، ثم ورشة عمل عن الاستنباط اللاهوتي من الكتاب المقدس، وسنذهب في ورشة أخرى نتعرف ونستكشف كتابي السنكسار والدفنار كما لو لم نعرفهما من قبل، وسيشرف على القيام بورش العمل مجموعة من خيرة الشباب والخدام سيقومون بجهد طيب وخدمة جليلة أتقدم من كل قلبي بخالص الشكر والأمتنان إلى حضرات السادة المحاضرين والسادة المشرفون على ورش العمل على تعبهم ومحبتهم وبذلهم الدائم طالبًا ومصليًا إلى الله أن يعوض تعبهم ويبارك حياتهم، ونترككم مع سيل من المعارف اللاهوتية والدينية والتراثية والتاريخية والفنية.
كما ألقى الأستاذ اسحاق الباجوشى رئيس تحرير مجلة الصخرة القبطية، عضو لجنة التاريخ القبطي كلمة عن مقدمة في مبأدئ علم اللاهوت “كنيسة لاهوتية وخادم لاهوتي، جاء فيها:
” سبق لي وكتبت عدة مقالات متفرقة عن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية أو بيان مدى قدسية وروحانية هذه الكنيسة التي حقاً ليس لغيرها سمات كسماتها، وإن وجِدت فلم تكن بقوتها، أو أصالتها.
وسمات الكنيسة ليس في حوائطها ومبناها فقط إنما هذه السمات في رعاتها وأساقفتها وكهنتها ويجب أن تكون في خدامها وأبناؤها.
فالكنيسة القبطية الأرثوذكسية منذ نشأة المسيحية وحتى الآن تتسم بسمات، وتتصف بصفات عديدة، وما نذكره ما هو إلا علامات على طريقها لأن لها سمات لا تحصى وهذه المقالات جُمِعت تحت هذا الاسم لأنني كشماس أرى أن الكنيسة وخدامها يجب أن يعلموا أن الإيمان المُسَلَّم لنا مرة من القديسين (يه 1: 3) ولن نحيد عنه (2بط 2: 21)، وأننا مبنيين على أساس الرسل والأنبياء، ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية (اف 2: 20)، وأننا متأصلين مبنيين فيه، وموطدين في الإيمان (كو 2: 7) وأيضاً مبنيين كحجارة حية بيتاً روحياً ولنا كهنوتاً مقدساً (1بط 2: 5) يجب أن نكون على ما سنذكر.
فهي كنيسة كتابية (لدورها في الحفاظ على نصوص الكتاب المقدس)، وهي كنيسة لاهوتية ودورها في صياغة وسياق وبيان وإيضاح العلوم اللاهوتية المختلفة والإيمان، وهي كنيسة طقسية وليتورجية لأن كنيسة الإسكندرية في إرساء قواعد الطقوس والليتورجيات المسلمة من الرسل، وهي كنيسة موسيقية، وكيف أن كنيستنا وما بها من ألحان وقد أحصاها البعض 1048 لحن، وما مدى أصالة موسيقاها وارتباط هذه الموسيقى بالروحانية والتأمل والعقيدة الكنسية داخل هذه الألحان، وهي كنيسة أبائية وكيف أن آباؤها، ومدبريها، وشيوخها، ورهبانها هم عمد علم الباترولوجيا على مر العصور، وعلى مستوى العالم المسيحي كله، وهي كنيسة تاريخية فقد جاءها الرب يسوع طفلاً في بداية تجسده في رحلته المقدسة إلى مصر (مت 2: 13) (مت 2: 15) ويقال أن أول قداس أقامه السيد المسيح بعد القيامة مع رسله كان بالدير المحرق، وهي منذ الآباء الرسل ومنذ العصر المسيحي الأول فميلادها وتاريخها منذ ميلاد الكنيسة في يوم الخمسين حيث أن من أبناؤها من كان حاضراً عظة بطرس الرسول يوم الخمسين (اع 2: 10) وحمل في قلبه البشارة قبل أن يحملها لسانه، وحين جاءنا القديس مرقس الرسول وأضاء الظلمة وبدد الزيغان وحل بدل الوثنية ديانة الإله الديان، وهي كنيسة تعليمية فحقاً هي أول كنيسة تعليمية وأكاديمية على مستوي العالم حيث تأسس بها أول مدرسة مسيحية (مدرسة الإسكندرية اللاهوتية) على يد القديس مرقس الرسول ومنها بزغ نور العلم اللاهوتي والفلسفة اللاهوتية للعالم أجمع، وهي كنيسة وطنية لأان هذه الكنيسة لم تتبع غيرها منذ نشأتها، ولم تجري وراء أي هرطقات وحافظت على تاريخها وكيانها الوطني ولغتها الوطنية القبطية حتى الدم فهي كنيستنا القبطية (المصرية) الأرثوذكسية، وهي كنيسة روحانية حقاً من كان مهتماً بالكتاب المقدس والعقيدة السليمة والليتورجيات الطقسية والتقليد والموسيقى الروحية والتاريخ الكنسي ويتبع قول الكتاب “اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بأيمانهم ” (عب 13: 7) ولهم معلمين ومبشرين بيسوع المسيح (اع 5: 42) وآبائهم
الذين أرشدوهم (رو 15: 8) لأنه وإن كان لنا ربوات من المرشدين في المسيح لكن ليس آباء كثيرون لأن بولس الرسول يقول أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل (1كو 4: 15) (1يو 2: 13) في أبوة روحية رعوية ومن لهتلك المدارس للتعليم الديني واللاهوتي والحفاظ على روح الكتاب وأساس العقيدة السليمة وفي اللغة الأولى فبهذا يكمل البناء الروحاني للخادم والكنيسة والمخدومين ويكون كمن بنى بيته على الصخرة وما هذه المقالات أو الفصول سوى مقدمات مختصرة بسيطة للعلوم الكنسية،
ثم ألقى أيضا الأستاذ كيرلس شاول محاضرة عن اللاهوت الطقسي من خلال منهج الأنبا غريغوريوس(شرح وتحليل) جاء فيها:
منذ أن وضع مثلث الرحمات نيافة الأنبا غريغوريوس (أسقف الدراسات العليا اللاهوتية والبحث العلمي والثقافة القبطية) القواعد والمبادئى الأولى لفهم ودراسة علم اللاهوت الطقسي بعد أن كان يُدرَّس كطقوس فقط، وشرب من ينابيع كتاباته، بل ومشي على منواله الكثيرين، ولازالت مذكراته في علم اللاهوت الطقسي هي المذكرة العمدة، والرئيس والرائدة في دراسة علم اللاهوت الطقسي، فقد وضع وخط هذه المذكرة في ستينيات القرن الماضي، وها قد مر على هذه المذكرة أكثر من ستون عامًا، ولا تزال صالحة بل هي الأهم، والمنهج الإكليريكي في دراسة علم اللاهوت الطقسي فإنها تدرس إلى الآن في أكثر من إكليريكية وكثير من المعاهد العليا لذا سنقوم في هذه المحاضرة بألقاء الضوء، وتناول الجزء الأول من المذكرة بالشرح والتفسير والتحليل لتكون نواة لفهم الطقوس، ومصادرها، وأهميتها، ولاهوتها بين أبناء ديروط.
أن دراسة الطقوس والليتورجية القبطية واسعة جدًا، وكثير من الباحثين يقومون بدور بارع وفعال في دراسة الطقوس القبطية ومفرداتها الليتورجية، وتكوينها اللُغوي والليتورجي، ولكن مادة اللاهوت الطقسي، وشرحها، وتناولها كمدخل هام لدراسة هذه الطقوس في غيبة من كثير من اجتمعاتنا، وفصول إعداد الخدام في كنائسنا على الرغم من كون مادة اللاهوت الطقسي الأساس الأول، والهام الذي تُبني عليه الطقوس
وقسم محاضرتة لعدد من العناصر، حيث قدم في البداية لمحة عن الأنبا غريغوريوس، ثم مقدمة في علم اللاهوت الطقسى وشرح معنى كلمة طقوس وأخيرا تكلم عن حاجتنا إلى الطقوس وكذلك فوائد هذة الطقوس.
كما ألقى الأستاذ الدكتور لؤئ محمود سعيد مدير مركز الدرسات القبطية بمكتبة الاسكندرية كلمة عن التراث القبطي لكل المصريين، قال فيها:
يعتقد الكثيرون أنه لا توجد أدنى علاقة ما بين التراث المصري القبطي عموماً مع الحضارة والثقافة العربية، بل على العكس يسود الاعتقاد بأن بينهما تنافراً وتناقضاً يصل لدرجة الصراع والتناحر والأدهى من ذلك هو ما ترتب على ذلك من ربط عقائدي تخطى حدود التناقض الثقافي، حيث أنه صار راسخاً في الإدراك الجمعي، أنه عليك كمصري أن تحسم أمرك بين خيارين متناقضين: إما أن تكون مسلماً مخلصاً للثقافة العربية رافضاً للتراث القبطي، أو أن تكون مسيحياً منتمياً للثقافة المصرية القبطية رافضاً للثقافة العربية وهنا تحديداً تبدأ واحدة من أخطر إشكاليات الثقافة المصرية التي سببت تفسخاً وانفصاماً في الهوية لدى الكثيرين حيرة بين هويتين وانتماءين متناقضين حسبما يعتقدون خطأً إن الهوية كما يقول محمد عابد الجابري ليست كائناً جامداً لكنها تتشكل تبعاً لعوامل عديدة.. لكن عموماً يسبقها الوجود فوجود جماعة ما في مكان ما تحت ظروف معينة يخلق
نوعاً من الهوية المشتركة التي تتعمق في ضمائرهم، وتدفعهم نحو البحث عن صيغة مشتركة لمستقبل أفضل قائم على معطيات الحاضر والوعي بالماضي المشترك. وعليه فالسؤال الأساسي حينئذ هو: هل كل من الثقافة القبطية والثقافة العربية في مصر لايجمعهما ماضٍ مشترك أو جماعة واحدة تعيش متجانسة في نفس المكان؟ أم أنهما هويتان متناقضتان تخصان جماعتين مختلفتين لايجمعهما أي قواسم مشتركة عرقية أو مكانية أو حتى تاريخية؟ ويمكن إضافة تساؤلات أخرى مدخلية:
كثيراً مايوجه للباحث المسلم المهتم بالدرسات القبطيات بأسئلة استنكارية من نوعية: لماذا تهتم بالتراث القبطي بدلاً من اهتمامك بالتراث الإسلامي مثلاً؟
وهل يجب على كل مصري مسلم مخلص للثقافة العربية أن يعادي الثقافة القبطية؟ وإذا كان مسيحياً منتمياً وفخوراً بالثقافة المصرية القبطية فهل عليه أن يعادي ويخاصم الثقافة العربية والتراث الإسلامي؟؟
وهل التراث القبطي يخص المسيحيين وحدهم دون غيرهم؟
وهل يمكن تصور التراث المصري العربي بعد الإسلام بدون مكونه القبطي؟
كذلك ألقى الأستاذ الدكتور عزت حبيب صليب وكيل عام وزارة الآثار قطاع الترميم، ومسئول عن توثيق مسار العائلة المقدسة كلمة عن العائلة المقدسة في أسيوط، قال فيها:
تحتفل مصر في 1 يونيو من كل عام، بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر، والذي يوافق يوم 24 من الشهر القبطي، واستمرت رحلة العائلة المقدسة أكثر من 3 سنوات ونصف السنة في مصر، مرت خلالها على عدة نقاط في جميع أنحاء مصر.
وفي تلك المناسبة، تستعرض معا أهم المحطات التى مرت بها بمحافظه أسيوط والمعالم الأثرية والتراث الشعبي المرتبط بهذه المناطق.
أولا : لماذا الهروب إلى مصر ولماذا مصر على وجه التحديد:-
*كانت مصر رمزًا للهروب من الضيقة في كثير من الأزمنة،
فقد هرب ابراهيم من ضيقتة استبقاء لحياته من المجاعة والتجأ إلى مصر
*كما ألتجأ إليها يعقوب وبنوه طلبًا للنجاة وهربًا من الجوع فى أرضهم
*كما أن يربعام التجأ إلى مصر وهرب طالبًا النجاة من وجه سليمان الذي أمر بقتله
وهكذا صارت مصر
*رمزًا لطوق النجاة، وملجأ للهروب من وجه الشر!
*رائدة العالم الأممي فكانت بتعدد معبوداتها مركزًا للعبادات الوثنية، وبفرعونها رمزًا للعبودية..
*وبخصب أرضها أشارة لحياة الترف ومحبة العالم…
فأراد الله أن يقّدس أرضها ويقيم وسط الأرض الأممية مذبحًا له
ثم قدم الاستاذ عماد حرز لبيب مدرس النقد الكتابي واللاهوت الدفاعي وباحث في التاريخ والتراث الكنسي مقدمة فى علم اللاهوت الدفاعى وهو أحد فروع علم اللاهوت المسيحي وجاءت تسميته من كلمة أبولوجيا اليونانية والتي تعني (دفاع ، احتجاج، محاماة، مجاوبة)، كذلك استعرض ايضا مقدمة فى علم النقد الكتابي فلم تتعرض ديانة في العالم مثلما تعرضت المسيحية من اضطهاد ومحاربات و أنواع الإضطهادات التي تعرضت لها كثيرة جدا ومتنوعة.
ثم ألقى الأستاذ ماركو الأمين مؤسس مبادرة هستوريا للتاريخ القبطي، وباحث ماجستير بجامعة المنيا،محاضرة عن الايقونوجرافي “علم الأيقنة أو دراسة الأيقونات، فقال:
ينقسم الفن المسيحي لأنواع كثيرة منها علم أو فن الأيقونوجرافي وفن النحت وفن تزيين المخطوطات وفنون النسيج
وفي فنون التصوير المسيحية يوجد أنواع:
– الأيقونات: وهي الرسم على ألواح من الخشب سواء مغطى بطبقة من الكتان أو على الخشب مباشرة.
– المنمنمات: وهي فن التصوير على المخطوطات والرقوق.
– الجداريات: وهي فن التصوير على جدران الكنائس والبيوت والقلالي.
– الرسم على القماش كصنع الرايات والأعلام وازدهر ذلك الفن في الغرب المسيحي وخاصة في القرون الوسطى.
– تختلف الأيقونات في معناها ومقصدها عن اللوحات الفنية والبورتريه.
– الأيقونة الأرثوذكسية تضم كافة الفنون الأيقونية الشرقية مثل فن الأيقونوجرافي القبطي والبيزنطي والأرمني والحبشي والسرياني والجورجي وغيرهم من فنون الأيقونة الشرقية تتفق في المعنى والمقصد، وتختلف في طريقة التصوير والتعبير والشخصيات
كما استعرض ماركو الأمين مفهوم الايقونة أرثوذكسيا كذلك الدفاع عن الايقونات وحرب الأيقونات، ثم قدم الباحث خلف شحاتة ملك رئيس تحرير مجلة شروق التنوير، باحث في التراث القبطي والتاريخ الكنسي، مؤرخ لقرى شروق ملوي محاضرتة عن انصنا وعصر الاستشهاد، جاء فيها:
عندما دخلت المسيحية أرض مصر أثناء هروب العائلة المقدسة من بطش هيرودس تباركت بقدومهم ويُعد أول من جاء إلى أرض مصر من الرسل هو القديس مرقس الرسول، ونادى فيها بالإنجيل الذي كتبه وأسس كنيسة الإسكندرية، ومن ضمن هذه البلاد منطقة أنصنا الذي يعود تأسيسها إلى الأمبراطور هادريان عام 130م، وأطلق عليها اسم انطنيوبوليس تخليداً لذكرى صديقه انطونيوس الذي غرق أمام هذه المنطقة، والتي تقع على الضفة الشرقية للنيل شمال قرية دير أبو حنس وسميت أنتينوي. ومن ذلك الوقت نذكر بعض الرسائل التي أرسل الوالي سيرينوس جرانيانوس رسالة (لصالح المسيحيين) إلى هادريان يذكر فيها:
“إنه ليس من العدل قتل المسيحيين دون إتهام معقول ومحاكمة قانونية بل لمجرد أتباع شهوة الغوغاء...” ثم أرسل(هادريان) أمرًا عاليًا إلى فيوسيس فوندانوس والي آسيا يأمر:
“…بعدم قتل أي واحد دون إقامة الدعوة عليه وتقديم تهمة لها أساس معقول…” وفي أوقات الاضطهاد كانت أبواب الأرض تغلق أمام الشهداء ولكن السماء كانت تفتح أبوابها، فإن الاضطهاد بدأ من أيام الرسل، ثم اشتد.
منذ القرن الثاني وحتى بداية القرن الرابع، ولعل أعنف فترة للأضطهاد كانت أيام حكم دقليديانوس (284-305م) وولاية أريانوس على أنصنا الذي بدأ اضطهاده بأنصنا في شهر بشنس وقد أخذ الأنبا أباديون أسقف المدينة في رحلته النيلية ثم طاف بقية المدن إلى أن انتهى بأنصنا مرة أخرى في الثامن من شهر برمهات 305م أي حوالي إحدى عشر شهرًا توافق السنة الحادية والعشرون من حكم دقلديانوس.
ومن المحاضرة، استعرض خلف شحاتة تأسيس المدينة، الموقع الجغرافي، عدد سكانها، كنائسها، أديرتها، قديسيها، بعض روساء أديرتها، أشهر الشهداء، وصف المؤرخين للاضطهاد الذي قاسه المسيحيين بمدينة أنصنا من خلال سير الشهداء.
ثم القى المهندس مدحت حلمى تادرس عضو لجنة التاريخ القبطي، باحث بمؤسسة سان مارك للتراث القبطي محاضرة عن كُرسى مدينة قوصاي (قُسقام؛ القوصية) وتفريعاته بين صنبو وديروط والقوصية قال فيها
كُرسى مدينة قوصاى، هو من أقدم الكراسى الأسقفية في إقليم أسيوط (بعد كرسى أسيوط نفسه)، حيث وجدنا أسقفاً له منذ نهاية القرن الثالث الميلادى، وبداية القرن الرابع، وهو الأنبا هالياس الشهيد، الذي دُعىَّ خطأ في مخطوطات السنكسار الكنسى كأسقف للمُحَرَّق دير سَيِّدتنا البتول مريم، والأصح أنه كان أسقفاً لقوصاى، حيث لم يَكُن إسم «المُحَرَّق» قد أُطلِقَ على الدير فىدي هذا الوقت المُبَكِّر من التاريخ (وربما يكون من الأوفق أن نقول أنه إتخذ منطقة الدير الحالية مقراً أسقفياً له).؛ وإسم مدينة «قوصاى»، أو «قوص»، والتى أُطلِقَ عليها فيما بعد «قُسقام»، وفي العصور الوسطى «القوصية» يعني «المدفن»، وكلمة «قوص قام» تعنى «مدفن الخيرزان؛ مدفن الحلفا».؛ وقد ظلّ الكُرسى الأسقفى قائماً في مدينة قوصاى حتى نحو عام 553م، وبعد ذلك خُربت المدينة، فأُضيفت رعاية بلادها إلى أساقفة كُرسى أسيوط، وإستمرت على هذا الوضع حتى نحو عام 769م، عندما نقرأ لأول مرة عن سِيَّامة الأساقفة لمدينة صنبو (المُجاورة للقوصية شمالاً)، وقد ظلّ أساقفة الكُرسى يحملون لقب «أسقف صنبو» لفترة طويلة، وبعد ذلك نجد أحد الأساقفة يُسمى «أسقف ميسارة» (وذلك لأن قرية ميسارة هى ساحل، أو ميناء مدينة صنبو)، وكان ذلك فى فى نحو مُنتصف القرن الحادي عشر الميلادي، وبعد ذلك صار الكُرسى يُسمى كُرسى قُسقام، منذ عام 1086م، وفي نحو عام 1300م أوقبلها بقليل، وجدنا إسم القوصية يظهر إلى جوار إسم قُسقام، أو يتبادل معه في لقب أسقف الكُرسى، إلى مطلع القرن السادس عشر الميلادى، وبعد ذلك وجدنا الكُرسى يُسمى «كُرسى المُحَرَّق» في سنة 1517م.؛ ثم من بعد مُنتصف القرن السادس عشر الميلادى، نَجِدُ الكُرسى يُسمّى «كرسى قُسقام» مرةً أُخرى، ولفترة طويلة.؛ وفى نحو سنة 1660م، أو بعدها بقليل تمت سِيَّامة الأنبا ميخائيل الميرى أسقفاً لـ«المُحَرَّق كُرسى قُسقام والأشمونين وطحا ذات الأعمدة ومنية القديس أبا فيس» (مما يعنى أن هذا الأسقف قد أُضيفت إليه أيضاً هذه الكراسى الموجودة بمحافظة المنيا الحالية، لخلوها من الأساقفة فى ذلك الوقت).
ومنذ مُنتصف القرن الثامن عشر الميلادى سُمّى الكُرسى باسم «كُرسى قُسقام» فقط.، وإستمر هذا الوضع إلى ما قبل مُنتصف القرن التاسع عشر الميلادي، بعِدة سنوات، حينما سُمى الكُرسي «كُرسي صنبو وقُسقام والقوصية».؛ وبعد ذلك نَجِدُ إسم صنبو يتبادل أحياناً مع اسم قُسقام في لقب أسقف الكُرسى، وأحياناً أخرى نجد الإسمان معاً فى لقب الأسقف،
ومع تختفاء اسم القوصية، وذلك حتى سنة 1900م، واعتباراً من سنة 1901م سُمى الكُرسى بإسم «كُرسى ديروط وصنبو وقُسقام»، بتقديم إسم ديروط على إسم صنبو، وأحياناً أُخرى كان إسم صنبو يتقدم على اسم ديروط، وبعد مُنتصف القرن العشرين الميلادى بدأنا نقرأ إسم القوصية مرةً أُخرى ومعها دير مواس إلى جوار إسم ديروط وصنبو وقُسقام فى لقب الأسقف، وذلك حتى سنة 1984م، عند نِيَّاحة الأنبا أغابيوس الثانى أسقف الكُرسى، وقد قام مُثَلَث الرحمات قَدَّاسة المُتَنَيِّح البابا شنودة الثالث بعد ذلك بتقسيم هذه الإيبارشية إلى إيبارشيتيّن، فقام بسِيَّامة صاحب النِيَّافة الأنبا برسوم أسقفاً لديروط وصنبو فى 22 يونيو 1986م، ثم قام بسيامة صاحب النِيَّافة الأنبا توماس أسقفاً للقوصية ومير في 13 نوفمبر 1988م، أما دير مواس والقُرى التابعة لها، فقد قام قداسته بسِيَّامة صاحب النِيَّافة الأنبا أغابيوس أسقفاً لها، بعد ضم قرية دلجا عليها (وهما، أي دير مواس
ودلجا، من بلاد محافظة المنيا حالياً)، وذلك في 13 نوفمبر 1988م أيضاً.
وقدمت الباحثة شيرى القس بطرس خلف باحثة في التراث القبطي والتاريخ الكنسي، وبقسم الآثار بمعهد الدراسات القبطية بالقاهرة.مقدمة تاريخية فى التسبحة القبطية فتكلمت عن مفهوم التسبحة
التسبحة هي عمل الملائكة أمام عرش الله.
التسبيح هو أعلى وأرقى أنواع الصلاة.
التسبح هي التراث الآبائي المحفوظ في كنيستنا.
التسبحة في العهد القديم: تسبحة موسي ـ حبقوق ـ حنة أم صموئيل ……… الخ
التسبحة في العهدالجديد: تسبحة السيدة العذراء ـ زكريا ـ سمعان الشيخ.
التسبحة في سفر الرؤيا:
التسبحة في عصر الأباء الرسل، والتي كانت امتداد للتسبحة في الهيكل اليهودي (
ثم استعرضت تعريف للأبصلمودية
كذلك قدمت العديد من نماذج التسبحة والأبصلمودية
التسبحة بالمزامير: والهوسات الاربعة والهوسات الخاصة بالمناسبات.
التسبحة في مصر والإسكندرية: يوجد الكثير من الإشارات التاريخية الخاصة بالتسبحة وتطورها ويذكر منها: جماعات الثيرابيوتا، وما ذُكر في رسائل الآباء القديسين “مثل ما كتبه القديس ديونسيوس (البطريرك 14) في رسالته لأسقف أرسينيوي (الفيوم) ومدحه عمله لكتاب الابصلمودية في 246م، وما ورد في بعض الرسائل الأخرى منها الموسوعات الطقسية منها: “ترتيب الكهنوت” لابن المقفع، “الآداب الكنسية” لابن العسال، “مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة” لابن كبر، “الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة” لابن سباع، “و”الترتيب الطقسي” للبابا غبريال الخامس، وغيرها من الموسوعات، كذلك المصادر الآبائية القديمة مثل كتابات البابا
أثناسيوس الرسولي، القديس يوحنا كاسيان، القديس أكلمندس الإسكندري،، وما جاء في مخطوطات الحامولي”بيير بونت مورجان”
كذلك استعرض العديد من شخصيات في تاريخ التسبحة
والثيوطوكيات وكتابتها
والأبصاليات وكُتابها
وارتباط التسبحة بالأسرار المقدسة.
ومصادر الأبصلمودية (ما بين المخطوط والمطبوع).