نورسات الاردن
في ختام الاحتفالات باليوم العالمي الثاني للأخوة الإنسانية والتي جرت في الإمارات العربية المتحدة، حدثنا الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية المستشار محمد عبد السلام عن التزام أعضاء اللجنة، المنتمين إلى ديانات ومدارس فكرية مختلفة، من أجل مستقبل يرتكز إلى التضامن والتعايش والاحترام المتبادل.
شدد المستشار عبد السلام – في مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني – على أن الأخوة الإنسانية ليست عبارة عن عصا سحرية يمكن بواسطتها أن نبدل العالم بين ليلة وضحاها، بل إنها ثقافة متقاسمة وقيمة أساسية بالنسبة للإنسان، لكن وللأسف تأتي الصراعات غالبا لتجعلنا ننسى هذه الحقيقة. ولفت إلى أن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية تعمل من أجل تذكير جميع سكان الأرض بأننا كلنا أعضاء في عائلة بشرية واحدة، وبأن السبيل الوحيد لبناء عالم أفضل للأجيال القادمة، يكمن في ممارسة التضامن والتعايش والاحترام المتبادل.
ووصف إكسبو دبي ٢٠٢٠، الذي استضاف الاحتفال باليوم العالمي الثاني للأخوة الإنسانية، بأنه منارة للتعايش والتفاهم المتبادل، ومثال واقعي لكيفية عيش قيم الأخوة الإنسانية، نظرا لتبادل الأفكار والثقافات والاهتمامات التجارية والاقتصادية بين البلدان الممثلة في المعرض الدولي. وقال إنه من خلال الاحتفال الذي نُظم في الرابع من الجاري شاءت اللجنة العليا نشر الرسالة وسط الأشخاص المنتمين إلى مختلف الطبقات الاجتماعية، أي أن التعايش مهم، وأننا أعضاء في عائلة بشرية واحدة، وأن ممارسة التضامن والاحترام المتبادل هي الوسيلة الوحيدة الكفيلة في ضمان مستقبل نير ومسالم.
بعدها ذكّر المستشار عبد السلام بأن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية هي من المبادرة الأساسية الهادفة إلى تطبيق القيم والمبادئ الواردة في وثيقة الأخوة الإنسانية. وجميع أعضائها، على اختلاف انتماءاتهم، يشددون على أهمية رسالة الأخوة الإنسانية وعلى كونها مساراً آمناً من أجل بناء عالم أفضل لأجيال الغد. وأكد أن الهدف من نشاط اللجنة يتمثل في خلق جو من التسامح، يكون مطبوعاً بالتعايش السلمي، وبثقافة المحبة المتقاسمة، ومشاركة الأفراح والأتراح، بالإضافة إلى الاهتمام بقضايا أخرى تتعلق بالحياة اليومية. وسلط الضوء في هذا السياق على التزام اللجنة في مجال التربية وتمكين الشبان والنساء، فضلا عن الدفاع عن حقوق الإنسان. وشدد على ضرورة نشر احترام الكرامة البشرية في المجتمعات كافة.
هذا ثم تطرق الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية إلى مذكرة التفاهم التي وقعها مع ممثلة عن وزارة التسامح والتعايش في الإمارات العربية المتحدة، ولفت إلى أن نشاط اللجنة يرتكز إلى مبدأ بالغ الأهمية، ألا وهو بناء شراكات مع منظمات أخرى تتقاسم القيم نفسها، حكومية كانت أم غير حكومية. وذكّر باللقاء الذي جمع أعضاء اللجنة بالبابا فرنسيس وبإمام الأزهر أحمد الطيب، وقد تلقوا نصيحة مفادها عدم العمل منفردين، إذ يتعين عليهم أن يمدوا يدهم إلى شركاء آخرين، من أجل بلوغ قيم التعايش وبناء مستقبل أفضل. وأضاف أن اللجنة شاءت أن تقيم علاقة من الشراكة مع وزارة التسامح والتعايش في الإمارات، خصوصا وأن الشيخ آل نهيان هو رجل تسامح وسلام، وأن الإمارات العربية المتحدة هي دولة تدعم وتشجع التعايش المتبادل والمتناغم والتسامح. ولفت إلى أن الهدف من مذكرة التفاهم يتمثل في إطلاق مبادرات مشتركة ومشروع بحث، وتكثيف الإسهام وسط المحافل الدولية والمنصات من أجل نشر رسالة التسامح والأخوة الإنسانية.
لم تخل كلمة المستشار عبد السلام من الحديث عن أهمية التربية لأنها تُنتج جيلا جديداً يروج لهذه الرسالة، وسيتمكن بالتالي المجتمع من تقدير هذه القيم وعيشها. وقال إن كلمات البابا فرنسيس والإمام الطيب تشكل مصدر إلهام للجنة العليا، خصوصا وأن الرجلين يطلبان تعزيز المسؤولية المتقاسمة في المجتمع. وأوضح أنه إذا كان لدينا حسّ المسؤولية حيال الآخرين، حيال عائلاتنا وجماعاتنا، سنتمكن من تخطي الكثير من التحديات وحل العديد من المشاكل. من هذا المنطلق دعا المستشار عبد السلام – في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني – دعا جميع القادة السياسيين والدينيين، والمسؤولين عن التربية والثقافة والفنون إلى نشر هذه الدعوة للمسؤولية المتقاسمة، فضلا عن الالتزام في تعزيز الأخوة الإنسانية من خلال الأفعال قبل الأقوال.