أحتفلت الكنيسة الكاثوليكية بالقديس مارون “مؤسس” الكنيسة المارونية، وبهذه المناسبة، دعا الإكليروس الموارنة، بحرارة، ممثلي الطوائف الأخرى للاحتفال معهم بروح أخوية واحتفالية.
في قبرص، دُعي الآب جورج كراي، النائب البطريركي اللاتيني، للاحتفال الذي تمّ برئاسة المطران سليم صفير، رئيس أساقفة قبرص الماروني، في كاتدرائية سيدة النعمة في نيقوسيا. وفي حيفا، الجليل عامة، في عمان، بيت لحم، والقدس تمّ تنظيم فعاليات مختلفة، في أهمّ الرعايا المارونية.
في القدس، في الكنيسة الصغيرة ” لمركز مار المارونية”، الواقعة بالقرب من باب الخليل، ترأس المطران موسى الحاج، رئيس أساقفة حيفا والأراضي المقدسة الماروني، قداسا “قنصليا”، يوم السبت، ١٢من شباط، بحضور رئيس الأساقفة أدولفو يلانا، القاصد الرسولي لإسرائيل وقبرص والقاصد الرسولي لفلسطين والقدس، والسيد رينيه تروكاز، القنصل العام لفرنسا في القدس.
اشترك بالقداس الاب أنطوان الدويهي، كاهن رعية القدس، والاب خليل مارون، راهب عازري. بينما كان الشماس صبحي مخول، المسؤول عن مركز مار مارون في باب الخليل، ومختار الطائفة، السيد يوسف عون، والدكتور يوسف زكنون، مدير مركز اللقاء الثقافي، وراهبات القديسة تيريزا المارونيات، يهتمّون باستقبال المؤمنين وبإحياء تراتيل الجوقة المحلية.
كما حضر هذا الاحتفال العديد من المسؤولين ورجال الدين: المطران وليم شوملي، النائب العام البطريركي اللاتيني العام للقدس وفلسطين، والمطران بولس ماركوتسو، النائب البطريركي اللاتيني السابق، والمطران منيب يونان، المطران السابق للكنيسة الانجيلية اللوثرية، وكذلك الاب بطرس فيلت، سكرتير مجلس الاساقفة الكاثوليك في الأرض المقدسة، والآب لويس وهبة، من رهبان دير اللطرون، وراهبات المحبة، وراهبات الوردية، وراهبات الناصرة. مثّل الكنيسة السريانية الأرثوذكسية الأرشمندريت شمعون، النائب البطريركي والأب بولس خانو، راهب من دير السريان.
وتحدث المطران موسى الحاج في العظة التي القاها بالفرنسية والعربية، عن حياة القديس مارون، وهو ناسك من القرن الخامس، جمع حوله، تدريجيًا، أتباعًا كثيرين على جبل طوروس بالقرب من أنطاكية. تطوّرت هذه الجماعة الكاثوليكية، المنبثقة من الطقس السرياني، في جبل لبنان، في وادي قاديشا وفي غابة الأرز، وأصبحت في نهاية المطاف، في القرنين السابع والثامن، كنيسة بطريركية قائمة بذاتها تسمى الكنيسة “السريانية-المارونية-الأنطاكية”، مع بطريركها الأول القديس يوحنا مارون الذي نحتفل بعيده في 2 آذار.
وفي ختام الحفل، شكر المطران موسى الحاج بحرارة الحاضرين وشكر القنصل الفرنسي بطريقة خاصة، لأن فرنسا دولة تولّت، ولا تزال، اهتماما خاصا لمنطقة الشرق الأوسط ولبنان، التي تواجه في هذا الوقت ظروفا صعبة للغاية.
كان كل المشاركين مسرورين بالالتقاء مع الاخوة الموارنة وهي رعية صغيرة عددا، ولكنها محبوبة ونشطة. هذا الحفل نقلته على الهواء مباشرة “راديو مريم الناصرة”. كانت هذه فرصة طال انتظارها لاتباع الطقس السرياني الماروني، القريب جدًا من ليتورجيا القديس يعقوب، حيث تُذكر أجزاء من القداس، ولا سيما التكريس، باللغة السريانية، وهي اللغة الأقرب اليوم إلى الآرامية التي يتحدث بها يسوع وتلاميذه.