نورسات الاردن
مع اقتراب زمن الصوم أصدر مجلس أساقفة إيطاليا رسالة تشجع المؤمنين على الإرتداد إلى الإصغاء والواقع والروحانية، في هذه المرحلة الهامة من التاريخ، خصوصا في وقت تقوم فيه الكنيسة بمسيرة سينودسية ترتكز إلى الإصغاء.
سلطت رسالة الأساقفة الإيطاليين الضوء على أهمية الإصغاء للأطفال قبل كل شيء في زمن الجائحة، خصوصا وأن نسبة كبيرة من هؤلاء الصغار لا يتذكرون كيف كانت الأوضاع قبل تفشي فيروس كورونا وهم مشتاقون لمعانقة أجدادهم من جديد. هذا فضلا عن المراهقين والشبان الذين يقولون إنهم يضيعون أجمل سنوات من حياتهم، ويريدون الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة.
لم تخل الرسالة من الإشارة إلى التضحيات الكبيرة التي يقدمها الأطباء والممرضون والعاملون الصحيون، الذين يطلبون من المواطنين أن يساعدوهم من خلال تصرفات مسؤولة. وأكد الأساقفة الإيطاليون أن الإصغاء إلى كل تلك الأصوات يفيد الكنيسة، لأنها تحتاج إلى التعلم والإصغاء، والتواصل مع الأخوة والأخوات الذين يطلبون المساعدة. ولفتوا إلى أن الكنيسة التي تعرف كيف تصغي للآخرين تكون منفتحة على عمل الروح القدس، مع التشديد على أهمية الإصغاء إلى الأشخاص المهمشين، اقتداء بالمسيح الذي أصغى إلى الصغار والمرضى والنساء والخطاة والفقراء والمقصيين.
بعدها أكدت الرسالة أن المسيرة السينودسية تساعد الكنائس في إيطاليا على النضوج، وبذلك تصبح قادرة على التمييز روحيا وتبني خيارات أكثر إنجيلية. ولفتت إلى أن الروح القدس لا يبعدنا عن الواقع التاريخي، فهو يبقى متجذرا في الحاضر ويدفعنا في الوقت نفسه على تغيير هذا الحاضر نحو الأفضل. واعتبر الأساقفة أن الخوف يبعد الإنسان عن التصرف بحرية ليدرك فرص المحبة المتاحة أمامه، لكن الروح القدس يحثّ المؤمنين خلال زمن الصوم على قراءة الواقع من وجهة نظر فصحية، ليس من وجهة نظر هذا العالم. كما أن عيش الفصح، في ختام مسيرة الصوم، يعني أيضا النظر إلى التاريخ من وجهة نظر المحبة، حتى إذا كان هذا الأمر يتطلب أن نحمل صليبنا وصليب الآخرين