بطريركية الروم الأرثوذكس تحتفل بعيد البشارة

نورسات الاردن

احتفلت بطريركية الروم الأرثوذكس في المدينة المقدسة بعيد بشارة سيدتنا والدة الإله بحسب التقويم الشرقي

تقيم الكنيسة في هذا اليوم تذكار بشارة الملاك جبرائيل لفتاة من الناصرة تدعى مريم حيث بشرها بأنها ستحبل من الروح القدس وتلد بالجسد إبن الله المسيح مخلص البشرية. عندها أجابته مريم” هوذا أنا أمة الرب فليكن لي كقولك” (إنجيل لوقا الإصحاح الاول). بهذه الإجابة لصوت الملاك غير المتجسد تجسد الكلمة أبن الله وأصبحت مريم والدة الإله الفائق قدسها.

إحتفل بهذا العيد المبارك في:

1. كنيسة البشارة في مدينة الناصرة حيث ترأس خدمة القداس الإلهي الإحتفالي صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث يشاركه سيادة متروبوليت الناصرة كيريوس كيرياكوس, سيادة متروبوليت كابيتولياذا كيريوس إيسيخيوس, سيادة رئيس أساقفة قسطنطيني كيريوس أريسترخوس, سيادة رئيس أساقفة طابور كيريوس ميثوذيوس, آباء أخوية القبر المقدس من كهنة متوحدين وشمامسة, وكهنة مطرانية الناصرة. وشارك في الترتيل خوروس كنيسة البشارة, وحضر القداس الإلهي أبناء الرعية الأورثوذكسية في الناصرة والجليل, وزوار من روسيا واليونان.

بعد القداس الإلهي أعد سيادة متروبوليت الناصرة مأدبة غذاء على شرف صاحب الغبطة والحضور.

كلمة صاحب الغبطة بطريرك المدينة المقدسة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث بمناسبة عيد بشارة سيدتنا والدة الإله الدائمة البتولية مريم في مدينة الناصرة 

تعريب: قدس الأب الإيكونوموس يوسف الهودلي

يقول النبي اشعياء وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا. (اشعياء 7: 14/متى 1 : 23 )

أيها الإخوة المحبوبون في المسيح

أيها المسيحيون الأتقياء

    إن نعمة الروح القدس قد جمعتنا في هذا المكان والموقع المقدس أي في مسكن الرب في مدينة الناصرة لكي بشكرٍ نُعيّد لظهور:” السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ فِي اللهِ خَالِقِ الْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.

(أفسس 3: 9) ابن الله الصائر ابن العذراء.

    إن العذراء مريم هي التي سبق وتنبأ عنها النبي اشعياء وهي تلك التي شهد القديس لوقا الإنجيلي لها “ عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. (لوقا 1: 27). فإنها هي التي أتى نحوها الملاك جبرائيل مرسلاً من الله قائلاً: «افرحي يا ممتلئة نعمةً، اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِوَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. (لوقا 1: 26-35).

    حقاً إن العذراء مريم هي التي قال عنها مرنم الكنيسة ” رأس خلاصنا نحن البشر ” وذلك لأن سر التدبير الإلهي والذي هو الإيمان في المسيح قد شكل ملئ الناموس وأنبياء العهد القديم كما يكرز الرسول بولس قائلاً: وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ. (غلا 4: 5-4).

    ويُفسر ايكومينيوس أقوال الرسول بولس هذه قائلاً: لم يقل إنه خلال امرأةٍ بل من امرأةٍ موضحاً بذلك أنه من جوهرها قد أخذ الرب جسداً وهو حقاً ثمرة بطنها. وأما افسافيوس ايماسى فيقول: لأن المرأة هي التي قد جلبت الخطيئة فالخلاص يكون من المرأة أي المسيح، لهذا فإن القديس كيرلس الإسكندري يمدحها قائلاً: افرحي يا والدة الإله مريم التي منها جاءت النعمة التي لا توصف والتي قال عنها بولس الرسول هاتفاً لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ، لِجَمِيعِ النَّاسِ (تيطس 2: 11)، افرحي يا والدة الإله مريم التي منها جاء النور الحقيقي ربنا يسوع المسيح والذي قال في الأناجيل “أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ” (يوحنا 8: 12)، افرحي يا والدة الإله مريم التي من خلالها أضاء النور للجالسين في الظلمة وظلال الموت الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا (متى 4: 16). وهل هناك نور إلا ربنا يسوع المسيح، النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ (يوحنا 1: 9) افرحي يا مريم يا كنز المسكونة.

حقاً أيها الإخوة الأحبة إن عذراء الناصرة قد أصبحت كنز المسكونة وذلك لأن بشارة العذراء مريم الممتلئة نعمة والمباركة في النساء قد كَرَّسَت لَنَا طريقاً حَدِيثًا حَيًّا (عبر 10: 20).

    وبكلامٍ آخر إن بشارة العذراء مريم والدة الإله قد أسست وثبتت طريق الخلاص أي شفاء الإنسان من الخطيئة أي شفاء الإنسان من المرض وفساد الموت كما يقول الرب «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. (يوحنا 11: 25-26).

    ويقول القديس بولس الرسول الحكيم في قيامة المسيح فَإِنْ لَمْ تَكُنْ قِيَامَةُ أَمْوَاتٍ فَلاَ يَكُونُ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَوَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ (1كور 15: 13-14) وهذا يعني أن قيامتنا في المسيح تفترض بالضرورة تجسد وتأنس كلمة الله ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بالروح القدس من دماء النقية مريم العذراء والدة الإله. وبدون قوة ايماننا من المستحيل أن نفهم وندرك سر التدبير الإلهي في المسيح هأنذَا أَضَعُ فِي صِهْيَوْنَ حَجَرَ زَاوِيَةٍ مُخْتَارًا كَرِيمًا، وَالَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لَنْ يُخْزَ وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، (1 بط 2 :6-7 متى 21: 44) كما يقول الرب.

    وعدا عن ذلك فإن القديس يوحنا الدمشقي يؤكد عليه بالترنيم قائلاً: لقد عُرفتِ أماً على منوال يفوق على الوصف والإدراك، ولا يستطيع إنسان أن يُفسر معجزة ولادتك، فإنكِ كما كان حبلكِ غريباً باهراً، كذلك كانت ولادتك على منوال لا يُدرك فحيثما شاء الله يُغلب نظام الطبيعة، فلذلك نعرفك كلنا أماً لله ولا ننفك طالبين إليك أن تتشفعي في خلاص نفوسنا.

    ما أبعد أحكام الله عن الإدراك وطرقه عن الاستقصاء فإنه أصبح من المعروف بحسب القديس بولس عِنْدَ الرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، بِوَاسِطَةِ الْكَنِيسَةِ (أفسس 3: 10). إذ أن كنيسة المسيح قد أظهرت من خلال الآباء المتوشحين بالله المُحركين من الروح القدس في المجامع المسكونية بأن العذراء مريم تُدعى والدة الإله. ولنسمع ما يقوله بهذا الصدد القديس كيرلس الإسكندري قائلاً: يكفي إذاً أن نقول إن الاعتراف بإيماننا صحيحٌ ولا تشوبه شائبة. ونعترف بأن العذراء هي القديسة والدة الإله …. وأن العذراء القديسة لم تلد الألوهة عارية ومجردة، بل متحدة بجسد كلمة الله. وأنه بالحقيقة أن العذراء القديسة صارت والدة الإله عندما ولدت مسيحاً واحداً مشاركاً معنا في اللحم والدم ومساوياً لجوهرها ولنا نحن بحسب الطبيعة البشرية، وذلك لأن جسد “المسيح” خرج من مريم والدة الإله.

فها نحن عرفنا أيها الإخوة الأحبة لماذا تُعظم كنيستنا المقدسة العذراء مريم والدة الإله بالتسابيح والترانيم هي التي بشّرها الملاك جبرائيل قائلاً: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. (لوقا 1: 30).

    وأما نحن أيها الإخوة فإننا نهتف ونرتل قائلين: أيتها العذراء الكلية القدس لقد حصلت أكرم من الشاروبيم المجيدين لأن أولئك بما أنهم لا يحتملون القوة الإلهية فيتممون الخدمة بوجه محجوب بأجنحتهم وأما أنتِ فاستطعتِ أن تُشاهدي الكلمة متجسداً وجهاً بإزاء وجه، فتوسلي إليه بغير فتور من أجل نفوسنا، ومن أجل توقف الحروب والسلام لمنطقتنا والعالم أجمع.

كل عام وأنتم بألف خير

فصحاً مجيداً مباركاً

آمين

2. دير الجثسمانية المقدس في مزار قبر والدة الإله المقدس, حيث ترأس خدمة القداس الإلهي سيادة رئيس أساقفة سبسطية كيريوس ثيوذوسيوس يشاركه آباء من أخوية القبر المقدس, بحضور القنصل اليوناني العام السيد إيفانجيلوس فليوراس.

بعد القداس الإلهي إستقبل الرئيس الروحي الجديد لمزار الجثسمانية سيادة متروبوليت إيلينوبوليس كيريوس يواكيم سيادة المطران مع الآباء والمصلين للضيافة في الدير.

الروم الارذكسعيد البشارةنورسات الاردن