تجربة عيش أسبوع الآلام في القدس

نورسات الأراضي المقدسة/ بطريركية القدس للاتين

خلال أسبوع الآلام ، إذ تعتبر الاحتفالات الليتورجية في كنيسة القيامة من أهم الاحتفالات واسماها، الا ان هناك العديد من الاحتفالات الأخرى التي نظمتها الرهبانيات المسيحية المختلفة في المدينة.

تتميز هذه الاحتفالات بتنوعها وغناها، كما وتسمح للحجاج الأجانب والسكان المحليين بتجربة أسبوع مقدس فريد واستثنائي خاص بالقدس.
سنبدأ حديثنا حول احتفالات كنيسة صياح الديك يوم خميس الاسرار، اذ بنيت هذه الكنيسة على انقاض الزنزانة حيث قضى السيد المسيح ليلة اعتقاله فيها منتظراً مثوله أمام قيافا. تقام هذه الاحتفالات في عدة مواقع مختلفة في القدس، دير صياح الديك ودير هوذا الرجل وكنيسة القديسة حنة بالقرب من بوابة الأسد، وتنظم مجموعات مختلفة من الرهبانيات التي تدير هذه الاماكن مثل هذه الاحتفالات، مثل الاباء البيض وحركة الموعوظين الجدد ومجموعات رهبانية اخرى.
يلي قداس خميس الأسرار موكب رهيب يبدأ من كنيسة الجسمانية (نزاع السيد المسيح) إلى كنيسة صياح الديك، يسير المؤمنون حاملين الشموع، على الطريق الممتد على طول المقبرة اليهودية في جبل الزيتون وسلوان وضريح أبشالوم. بمجرد وصولهم إلى كنيسة صياح الديك، يجتمعون في الساحة الخلفية اذ يكشفون في هذه الليلة المقدسة عن الدرج الحجري القديم الذي يعود لفترة وجود السيد المسيح ويعتقد أن السيد المسيح داس عليه أثناء آلامه.
احتفل المسيحيون الناطقين باللغة العبرية، بخميس الاسرار في كنيسة القديسين سمعان وحنة. كما وتخلل احتفلهم بيوم الجمعة العظيمة، اكرام وتعبد للإكليل الشوك المقدس، ومع نهاية الاحتفال قام الأب قام بيني دي بيتونتو كاهن الرعية، بصب الزيت المقدس على راحة المؤمنين ، لتذكيرهم بالطيوب التي وضعت على جسد السيد المسيح بعد موته.
اضف الى ذلك احتفلت النيابة البطريركية للمهاجرين وطالبي اللجوء السياسي، بالعيد بنظام مختلف بما يتناسب واوقات عملهم، اذ يعتبر يوم الأحد (احد الفصح) يوم عمل. وتضمنت هذه الاحتفالات، احتفال يوم سبت للشعانين للجماعات المسيحية الهندية والسريلانكية، كما واحتفل الهنود الناطقين بالكونكانية برياضة درب الصليب، اما الجماعة الهندية الناطقة بالمالايالامية، وهي لغة يتم التحدث بها في جنوب البلاد، فقد احتفلت بعيد الفصح دير الاباء الكبوشيين بحسب الطقس السرياني المالاباري الذي تشكل في مقاطعة كيرالا الهندية، والذي يشبه الى حد ما الطقس السرياني الشرقي.
يوم السبت 16 نيسان ، احتفل الاباء الدومينيكان في معهد الدراسات الكتابية، بعشية عيد الفصح المجيد في كنيسة القديس اسطفانوس الشهيد، حيث رحبوا بالحجاج المتكلمين اللغة الفرنسية واخرى قادمة من أفريقيا. خلال عشية العيد، نال شاب سر المعمودية؛ وقبل نهاية القداس ووفقًا للتقليد، دُعي جميع المؤمنين بفرح للمثول أمام المذبح والهتاف بجميع اللغات التي يعرفونها أن: “المسيح قام، قام حقًا”.
يوم الأحد 17 نيسان، احتفل رهبان وراهبات البنديكتان في أبو غوش بعيد الفصح المجيد في كنيسة رقاد العذراء، التي تعود إلى القرون الوسطى، مع مجموعة من السكان المحليين والمتطوعين والحجاج. ترأس القداس الأب لويس ماري، وقد انشد الرهبان والراهبات القداس بالكامل بقيادة الاخ اوليفر.
ركز الاخ بريس في عظته حول اسرارية الحياة ما بعد الموت، معتبراً أن لعازر وابنة يايرس وابن الأرملة، لم يختبروا معنى القيامة، على الرغم من قيامتهم لأنهم “رجعوا فقط وعرفوا امتياز الموت مرتين”. حتى يومنا هذا، فقط المسيح القائم من بين الأموات كان قادرًا على “التخلي عن ذلك الجزء من الإنسان القديم، والدخول إلى عالم جديد، إلى عالم الأبدية” والذي بفضله، نحن مدعوون للانضمام.
تشارك الجميع وجبة الغداء بعد القداس، وقد خبزت الاخت ماري جوديث الخبز المقدم بنفسها، ومن ثم تشارك الجميع، كباراً وصغاراً في مسابقة Egg Hunt في حديقة الدير.