احتضن مركز «لوجوس» بالمقر البابوي في دير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون، مساء اليوم، اليوم الافتتاحي للجمعية العامة الثانية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والتي يشارك فيها ١٧ بطريركًا ورئيس كنيسة، وبإجمالي ٢١ كنيسة مُمَثَّلة بوفود مشاركة من العائلات الأرثوذكسية الشرقية، والأرثوذكسية، والكاثوليكية، والإنجيلية، إلى جانب خبراء وشركاء المجلس من مختلف الكنائس والمنظّمات المسكونيّة في دول العالم.
وبحسب بيان، الاثنين، بدأت فعاليات الافتتاح بصلاة مسكونية قادها قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانيّة الأرثوذكسيّة في العالم، وقداسة الكاثوليكوس آرام الأوّل، كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا، عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية وذلك في كنيسة التجلي بمركز لوجوس، ثم توجه الرؤساء والوفود إلى قاعة الاجتماعات الكبرى، لبدء أعمال الجلسة الافتتاحية.
ورحّب الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ميشال عبس بالمشاركين، مقدمًا الشكر لقداسة البابا تواضروس الثاني والكنيسة القبطية الأرثوذكسية على استضافتها لأعمال الجمعية العامة الثانية عشرة للمجلس.
ثم عرض فيلم تسجيلي بعنوان «من مصر دعوت ابني.. الكنيسة القبطية أرض الشهداء والقديسين» أعدته دائرة التواصل والإعلام والعلاقات العامة بالمجلس تحية إلى كرسي الكرازة المرقسية، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وألقى قداسة البابا تواضروس الثاني الكلمة الافتتاحية، رحب خلالها بالكنائس المشاركة، معربًا عن سعادته باستضافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لأعمال الجمعية العامة للمجلس، وقال قداسته في معرض كلمته: «نستنكر يومًا بعد يوم الحروب والاضّطهادات والإرهاب، ونتساءل كمسيحيّين، الخصومات من أين تأتي؟ تلك الّتي تأتي من النفس البشريّة الطامعة، تلك الأطماع الّتي جعلتها تقع فرّيسة الطمع والحسد… نجد أنفسنا أمام مسؤوليّتنا وتجري في داخلنا أصوات ضمائرنا، ليكون أمامنا صوت الحقّ، ونقول للعالم أعدّوا طريق الربّ واصنعوا الطريق المستقيم، فالكنيسة هي حارسة الأخلاق ومذبح التعليم وغارسة الحياة الأفضل فلنتشجّع بكلمات الربّ لنعلن مواقفنا الثّابتة».
وقدّم الدكتور ميشال عبس هدية تذكارية باسم مجلس كنائس الشرق الأوسط لقداسة البابا تواضروس الثاني، عبارة عن منحوتة من حجر لبنان ترمز إلى يدي قداسة البابا أيّ يد العطاء، يد الله حاملًا صليب الأقباط والصليب في حضانة أغصان الزيتون ينتهي بشعلة النورالمقدّس.
ثم ألقى رؤساء المجلس عن العائلات الأربع كلماتٍ، تلاها كلمات رؤساء الكنائس ورؤساء الوفود المشاركين في الدورة الثانية عشرة للجمعية العامة، واختتمت الكلمات بكلمة الأمين العام للمجلس الدكتور ميشال عبس.
ثم اختتم اليوم الافتتاحي بصلاة من العائلة الأرثوذكسيّة الشرقيّة قادها قداسة البابا تواضروس الثاني وأعضاء الوفد الممثل للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وتتخذ الجمعية العامة في هذه النسخة، من الآية «تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا.» (مت ١٤: ٢٧) شعارًا لها، حيث تتناول عددًا من قضايا مسيحيي الشرق الأوسط، وتحدياتهم، وتطلعاتهم، وقوة حضورهم في وحدتهم، وخلالها سوف يضع المشاركون من عائلات المجلس الكنسية الأربع رؤية مستقبلية تكفل تعزيز الروح المسكونية وتحقيق الأهداف الإنسانية والاجتماعية الملحة لجميع سكان المنطقة.
ومن المقرر أن تختتم الجمعية العامة أعمال دورتها الثانية عشرة يوم الجمعة المقبل.