الرب المنتصر على الموت بعد معصرة الألم والصليب قام من بين الأموات ويظهر لهذا ولهؤلاء وهين وأولئك . ما زال يجوز في وسطنا ليثبت للعالم الخير العظيم الذي حصل .
قام الرب وهو يجول بيننا لينظر تاثير آلامه وقيامته فينا .
قام الرب وهو ينادي في منتصف العيد من كان عطشانا فليأت الي ويشرب وقد قال للسامرية من يشرب من الماء الذي أعطيه لن يعطش الى الأبد بل تجري من بطنه أنهار ماء حي .
ينظر الرب القائم من الموت الينا اليوم فماذا يجد .
يرى الكنائس شبه خاوية فينادي أين انتم يا مؤمنين أين ذهبتم يا ابناء القيامة المجيدة ؟
فيجيبه صوت ضعيف خائر القوى قائلا :
لقد أُتخمت نفوسنا يا رب من كثرة الصلوات أثناء الصوم وأسبوع الآلام وخدمة الفصح طويلة فلنأخذ قسطا من الراحة قليلا من الصلوات .
فيجيب الرب : ما هو مقياسكم للتخمة وطول الخدم الكنسية والتعب ؟ وكم يقاس مقارنة بما أحسست به من ألم لقد شربت كأس المرارة حتى الثمالة قسوة بشريتكم اقتسمت ثيابي واقترعت على ردائي . لم يكفي قسوتكم ما تعرضت له من جلد وإكليل شوك بل أدماني إكليل الشوك وتجلت قسوتكم بطعني بالحربة وانا ميت على الصليب . فكم يكون تعبكم مقارنة بتعبي وآلامي .
وأنتم كسالى يقول الرب ماذا لو جربكم عدو الخير وأسقطكم فعدو الخير يتدخل وقت الراحة ويبدأ بالوسوسة هل تبدئون مشوار التوبة من جديد .
أنا الأب فادي هلسا وأنا أكتب هذه السطور أتحسر على الرعية وقد تكاسلت عن فروضها الروحية . وأقول بدون هذه الفروض كيف نحافظ على فرحة قيامة الرب فينا ؟ كيف نحافظ على تدفق وجريان ينابيع الروح فينا ؟ هل نستطيع بدون شركة جسد ودم الرب أن نحارب الشرير ؟ نحن بدون الرب لا نساوي شيئا . نحن بدون الرب لا نملك أي شيء فالرب هو كل شيء لنا .
أيها البناء المحبوبون بالرب :
تيقظوا لأنفسكم واطرحوا الكسل منكم فيوم الجمعة ستقرع أجراس الكنائس وكذلك الأحد .
هبوا من سباتكم واسعوا لخلاصكم .
أضيئوا شمعة استنشقوا بخورا عطرا تقدموا للقربان ولتبقوا متحدين بإلهكم .
يا رب نشكو لك كسلنا وتعبنا فمنك القوة .
نشكوا لك فتورنا فمنك الملء
نشكوا لك قسوة قلوبنا فاغمرنا بحبك
بدونك
نحن لا شيء
مزدرى وغير موجود
ظلمة في العالم وظلمة في قلوبنا
لا تتخلى عنا
اعضد وخلص وارحم
خلص شعبك وبارك ميراثك
منك السلام الذي يفوق العقول
فامنحنا
واحم كنيستك من الهراطقة اللذين يزدادون نهشا في كنيستك
تطلع من سمائك وانظر
خلص شعبك وبارك ميراثك
ولا تمل بقلوبنا إلى أقوال أو أفعال تحزنك
وارحمنا وارحم عالمك كعظيم رحمتك
والمجد للثالوث القدوس المتساوي في الجوهر وغير المنفصل كل حين آمين