مقابلة مع سفير أوكرانيا لدى الكرسي الرسولي

تزامنا مع الزيارة التي يقوم بها أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر إلى أوكرانيا، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع سفير أوكرانيا لدى الكرسي الرسولي السيد أندري يوراش الذي تحدث عن أهمية زيارة المسؤول الفاتيكاني، لافتا إلى نية السلطات الأوكرانية في إعادة إعمار البلاد في إطار الاحترام التام للتنوع الثقافي والديني والعرقي الذي تتألف منه الأمة الأوكرانية.ونحن هنا في نورسات نعيد نشرها لتعم العبر .

استهل السيد يوراش حديثه لموقعنا معربا عن امتنانه لزيارة رئيس الأساقفة غالاغر، خصوصا إذا ما أخذت في عين الاعتبار المكانة التي يتمتع بها، مع العلم أنه توجه إلى أوكرانيا ليعبر عن قرب البابا فرنسيس من الشعب المتألم ويشدد على أهمية اعتماد الحوار والتفاوض كدرب لإنهاء الصراع المسلح وتحقيق السلام. وقال الدبلوماسي الأوكراني إن زيارة غالاغر هي بالغة الأهمية في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها أوكرانيا.
وتوقف بعدها عندالخطابات التي يلقيها سيادته، بما في ذلك المؤتمر الصحفي الذي عقده في كييف مع وزير الخارجية الأوكراني، وقال إن كلمات الضيف الفاتيكاني تُظهر أن الكرسي الرسولي يدرك تماما ماذا يحصل في أوكرانيا، مضيفا أنه بفضل اللقاءات والاجتماعات الكثيرة التي عقدها في أوكرانيا، بات رئيس الأساقفة غالاغر مطلعاً تماماً على مجريات الأحداث، وعلى حجم الأزمة الراهنة، وعلى معاناة الشعب الأوكراني ومدى حاجة هذا الشعب إلى الدعم والمساعدة.
وأوضح السفير الأوكراني لدى الكرسي الرسولي في حديثه لموقعنا الإلكتروني أن أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول حمل معه رسالة مهمة ألا وهي التأكيد على استعداد الكرسي الرسولي للقيام بكل الجهود الممكنة من أجل دعم أوكرانيا، على مختلف المستويات، بما في ذلك السعي إلى وضع حد للقتال والتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية التي ألمّت بالسكان بسبب الصراع المسلح.
وعبر السيد يوراش عن قناعته بضرورة ألا تغيب الحرب الأوكرانية عن وسائل الإعلام، لأن الصراع الدائر لا يتعلق فقط بالبلدين المعنيين، بل بالمنطقة وبالعالم كله، نظراً لما يترتب على هذه الحرب من انعكاسات على الصعيد الدولي، وفي مختلف المجالات. ورأى أنه عندما يسعى الكرسي الرسولي إلى توعية الأشخاص على مخاطر الحرب فهذا يترك أثراً كبيراً على الرأي العام العالمي.
بعدها ذكّر سفير أوكرانيا لدى الكرسي الرسولي بأن بلاده تتمتع بغنى يرتكز إلى التنوع الثقافي والديني والعرقي، مشيرا إلى أن السلطات الأوكرانية أولت اهتماماً كبيراً لمسألة الاندماج في المجتمع واحترام الاختلافات وتراث كل جماعة. وأكد في هذا السياق أن حكومة كييف ستستمر في تعزيز التنوع، للحفاظ على خصوصية بلد يستند إلى تنوع التقاليد والثقافات، الذي هو جزء لا يتجزأ من الهوية الأوكرانية.
لم تخلُ كلمات السيد يوراش من التعبير عن امتنانه للكرسي الرسولي على الجهود التي يبذلها من أجل الوصول إلى حل تفاوضي. وذكّر الدبلوماسي الأوكراني في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني بأنه خلال حصار مصنع الصلب أزوفستال في ماريوبول تلقت السلطات الأوكرانية رسالة من أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان عبرت عن استعداد الكرسي الرسولي للإسهام في المفاوضات من أجل توفير ممرات آمنة للأشخاص المحاصرين