خلال استقباله اليوم السبت أعضاء الحركة الكنسية الكاثوليكية الدولية Cursillos de Cristiandad في إيطاليا توقف البابا فرنسيس عند أهمية الشركة والرسالة من أجل السير إلى ما هو أبعد، وذلك انطلاقا من الإيمان والكاريزما.
استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت أعضاء الحركة الكنسية الكاثوليكية الدولية Cursillos de Cristiandad (مسارات مسيحية) في إيطاليا، ورحب الأب الأقدس بالمشاركين في هذا الحج الوطني السابع للحركة بمرافقة الأساقفة والكهنة. وأشار إلى كون هذه التجمعات مميِّزة لكاريزما الحركة منذ تأسيسها مذكرا بأنها لحظات لقاء وإعلان وشهادة وصلاة. وأراد قداسته في هذا السياق حث ضيوفه على السير إلى ما هو أبعد، وقال إن هذه التجمعات ليست اجتماعات تنظيمية أو مجلس إدارة شركة، بل هي لقاءات أخوية للتوصل مجددا إلى المحفزات واندفاع الإيمان التي اختبرها الجميع منذ المسارات الأولى التي شاركوا فيها والتي غيرت حياتهم.
ثم توقف البابا فرنسيس عند اللقاءات الأسبوعية التي ينظمها أعضاء الحركة في مجموعات، فقال إنهم يقومون فيها بخطوة إلى ما هو أبعد. وتابع أن بإمكانهم تجاوز نظرة أفقية، أرضية ومادية للحياة، وذلك كي يعيدوا في كل مرة اكتشاف النظرة الجديدة التي منحها إيانا الإيمان بالمسيح إزاء كل شيء، إزاء أنفسنا والعالم ومعنى الحياة. ووصف البابا فرنسيس بنعمة كبيرة أن يكون لدينا أخوة وأصدقاء في الإيمان لتبادل الدعم، وكي نُبقي حيةً محبتنا للمسيح التي هي أساس كل شيء ولنتقاسمها مع الآخرين.
انتقل الأب الأقدس بعد ذلك إلى لقاءات الحج للحركة، وقال إنه يريد توجيه ضيوفه إلى طريقين أساسيين في مسارهم إلى ما هو أبعد. الطريق الأول هو السير نحو الشركة، قال البابا فرنسيس، وتابع أن هذا يعني السير إلى ما هو أبعد من الذات ومن المجموعة التي ننتمي إليها، وذلك من أجل تشكيل جماعة والنمو في الكنيسة والتي هي دائما جسد وليست أبدا أعضاء متفرقة وغير مرتبطة. أكد قداسته بالتالي على ضرورة تفادي الانعزال والانغلاق على الذات، ودعا إلى الحفاظ على روابط حيوية وإنمائها في أماكن الشركة التي نتواجد فيها. وأضاف قائلا لأعضاء الحركة إنه يجب على المستوى الأول الكون في شركة مع المجموعات الأخرى على الصعيدَين الإقليمي والوطني من أجل اثراء الذات بخبرات وآفاق أكثر اتساعا ستجعلهم يفهمون بشكل أفضل الأوضاع الكنسية والاجتماعية التي يتواجدون فيها، والتي هي الميدان الأول لرسالتهم. وأكد الأب الأقدس أن هذا سيؤدي إلى أن يتحد فيهم الإيمان والحياة، الكنيسة والعالم. ثم انتقل البابا إلى الحديث عن مستوى آخر للشركة، الشركة مع الحركة بكاملها. وتوقف هنا عند ما وصفه بالتحدي الكبير المتمثل في الحفاظ على روح محبة ووحدة انطلاقا من إدراك المسؤولية الجماعية عن كاريزما الحركة. وقال البابا إن الوحدة تقوم على الإرث الروحي المعاش والمتقاسَم من الجميع، إرث يفهمه الجميع وموكل إلى الجميع. ويأتي بعد ذلك المستوى الثالث، ألا وهو الشركة مع الكنيسة والتي تعني القرب من والإصغاء إلى الرعاة والمشاركة في المبادرات الرعوية للكنائس المحلية التي يعيش فيها أعضاء الحركة.
وتابع البابا فرنسيس مشيرا إلى الطريق الثاني للسير نحو ما هو أبعد، الرسالة. وقال لضيوفه إن حركتهم أيضا أمامها تحدي تأسيس جماعة تلاميذ مرسَلين يتوجهون إلى لقاء الأشخاص البعيدين. وواصل متحدثا عن تميز كاريزما الحركة التي مكنتهم من أن يعيدوا اكتشاف وأن يكونوا قادرين على أن يعلنوا ببساطة وبشكل مباشر جوهر الخبرة المسيحية، أي محبة الله لكل رجل وامرأة. وأضاف البابا أنهم قادرون على نقل هذا الإعلان في إطار علاقات صداقة وقرب ينجحون في إقامتها مع الأشخاص الكثيرين الذين يلتقون بهم، ومن بينهم حتى مَن لا يبالون بالإيمان بل وربما مَن لهم موقف معادٍ إزاءه. شجع قداسة البابا بالتالي أعضاء الحركة على أن يجعلوا هذه الكاريزما التي وهبهم إياها الروح القدس تحفزهم. وأراد قداسته من جهة أخرى تسليط الضوء على أهمية تغيير المسؤولين محذرا مما وصفه بمنح “أبدية” للمناصب.
وفي ختام كلمته إلى أعضاء الحركة الكنسية الكاثوليكية الدولية Cursillos de Cristiandad (مسارات مسيحية) في إيطاليا تضرع البابا فرنسيس طالبا، وبشفاعة مريم العذراء، أن يجعل الروح القدس أعضاء الحركة في سير متواصل وعلى استعداد دائم للسير إلى ما هو أبعد، نحو الشركة والرسالة.