الصعود هو الإرتقاء إلى الأعلى بحيث أنّه غير متاح لإنسان سوى الله وحده. وكان السيد المسيح يقول: “بعد قليل لن أكون بينكم”، فلما صعد إلى المكان الذي انطلق منه عجب العالم إذ أن المسيح يقول “أنا ذاهب إلى حيث لا تستطيعون أنتم”، وفي حديث آخر قال السيد المسيح: “أنا ذاهب إلى أبي حيث لديه منازل كثيرة وأنا ذاهب لآخذ لكم منازل”. فالصعود هو مرتبط بالميلاد والقيامة أي مكمل لهذين الحدثين.
نحن نتحدث عن إلهٍ خَبِرَه التلاميذه بالمعجزات الكثيرة. لقد صعد إيليا بمركبة من نار ولكنّ السيد المسيح ارتفع بلا مراكب شراعية، وقد لا يكون الصعود مفهوماً علمياً لكن الصعود بعلاقته بالإيمان يمكن استبيانه. فالعالم عاجز عن تفسير حدث الصعود، من هنا كان الصعود معجزة يمكن إستيعابها إيمانياً. ويتساءل البعض، لماذا الصعود وما قيمته ومعناه؟ نسارع إلى القول أن الصعود لإرتباطه بالميلاد والقيامة يكمّل ما نَقص من جسد المسيحية، وعليه كان من الضرورة فهم الصعود على أنّه متلازم للميلاد والقيامة، حيث قال بولس الرسول: لو لم يقم المسيح ويصعد إلى عرشه لأجل الخلاص البشري لكان إيماننا بالمسيحية باطلاً. نلحظ هنا بطلان الإيمان دون إيماننا بالصعود، وحين سأله التلاميذ إلى أين نذهب بعدك، أجابهم المسيح لكم رباً في السماء.
إذاً نرى أن الصعود هو إستكمال للمشروع الإلهي الذي بدأه السيد المسيح بالميلاد ثم القيامة. وحين يقول المسيح ” أنا ذاهب لأعد لكم منازل” كان يشير إلى ملكوته غير المحدود. وكما نقول أن العماد والميلاد والقيامة هي مفاتيح لفهم المسيحية نعيد القول أن المسيحية لا تكتمل إلا بالصعود لا لتدلل على المجد الإلهي فحسب، بل لإتمام إرادة الله في هذه الحياة حيث مجد الله ونوره يبعثان فينا روح الفهم المسيحي، والله لا يفعل معجزاته للتبليغ عن المجد بل لأن السماء تستملك على الأرض يكون جميع الساكنين فيها مُلكاً له (مزمور)