تفاعُل الفاتيكان في الشؤون الإنسانية ليس جديداً ولا غريباً حيث الفاتيكان ليس دولة سياسية تبحث عن المصالح والفضاءات الحيوية وهي دولة من نوع آخر استنثنائي، فهو دولة حيادية تجاه الشؤون العالمية، ولم يُسمع عن أي من البابوات أنه لوّث سمعة الفاتيكان بالإنحياز نحو دولة بعينها. فالإنسان هو الإنسان أينما وجد بصرف النظر عن اللون والعرق والجنس واللغة، وللفاتيكان سجل حافل في المسائل الإنسانية، فالمسيحية هي حياة كل البشر لا تزمّت فيها ولا تعصّب ضد أو مع لأنها مع الإنسان كإنسان.
وآخر من طَرحت من أفكار وإنحياز لكل العالم هو رسالة البابا فرنسيس حول أحد أساسيات الحياة وهو القمح. رسالة البابا في رأيه حول منع تصدير القمح الأوكراني حيث أوكرانيا أكبر مصدّر للقمح بعد روسيا، هذه المادة الأساسية في الحياة ولا شأن للقمح بالحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا. معظم العالم يعتمد على القمح الأوكراني ومنع تصديره أو بيعه من قبل روسيا التي تمنع أوكرانيا من بيع قمحها يُحدث في العالم مجاعة لا علاقة لها بالسياسة أو القتال.
ومن جهة أخرى يرى قداسة البابا أنّ السيكولوجية العالمية سوف تختل حول روسيا التي ستكون سبباً هاماً في المجاعة التي تندرج في التأثيرات السلبية للحرب، كما ستكون روسيا ثاني بلد يسبب الحرب الغذائية بعد أمريكا. فأمريكا تتسبب بالحرب وروسيا تتسبب بالمجاعة. إن الحرب على أشكالها ومسبباتها هي أحد أهم الكوارث التي تلّم بالإنسانية، ونظرة البابا الإنسانية هي رقي إنساني أخلاقي وحرص إنساني دائم على مسائل الفقر والمرض والجهل والإستعباد وفقدان العدالة والإنسانية والحقد والظلم.
فرسالة الفاتيكان هي تجسيد لما أوصى به السيد المسيح.