الاحتفال بالعنصرة
إنجيل الاحتفال بالعيد
القدّيس يوحنّا 26-23b.16-15:14
وعظة العيد
في ذَلِكَ الزّمان، وقَبلَ أن يَنتَقِلَ يَسوعُ مِن هذا العالَم، قالَ لِتلاميذِه: «إِذا كُنتُم تُحِبُّوني، حَفِظتُم وَصاياي.
وَأَنا أَسأَلُ الآب، فيَهَبُ لَكم مُؤَيِّدًا آخَرَ يَكونُ معَكم لِلأَبَد.
إذا أَحَبَّني أَحَد، حَفِظَ كلامي، فأحَبَّهُ أَبي، ونأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقامًا.
ومَن لا يُحِبُّني لا يَحفَظُ كَلامي. والكَلِمَةُ الَّتي تَسمَعونَها لَيسَت كَلِمَتي بل كَلِمَةُ الآبِ الَّذي أَرسَلَني.
قُلتُ لَكُم هذه الأَشياءَ وأَنا مُقيمٌ عِندكم
ولكِنَّ المُؤَيِّد، الرُّوحَ القُدُس الَّذي يُرسِلُه الآبُ بِاسمي هو يُعَلِّمُكم جَميعَ الأشياء ويُذَكِّرُكُم جَميعَ ما قُلتُه لَكم».
القدّيس بِرنَردُس (1091 – 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة
العظة الأولى عن عيد العنصرة
«وَأَنا أَسأَلُ الآب، فيَهَبُ لَكم مُؤَيِّدًا آخَرَ يَكونُ معَكم لِلأَبَد»
ألطف ما في الله هو روحه القدّوس؛ هو صلاح الله؛ هو الله. في البداية، كان ضروريًّا أن يُظهِرَ الرُّوح غير المرئي مجيئه بعلامات مرئيّة. أمّا اليوم، كلّما كانت العلامات روحيّة، كلّما كانت مناسبة أكثر وكلّما بدَتْ لائقة بالرُّوح القدس. هكذا، حلَّ الرُّوح القدس على الرسل بشكل ألسنة من نار لكي يعلنوا لكلّ الشعوب كلامًا من نار ويبشّروا بشريعة من نار بواسطة لغة من نار. فلا يَشتَكينَّ أحد من أنّ الرُّوح لا يظهرُ لنا بالشكل نفسه. “لِكُلِّ واحِدٍ يوهَبُ ما يُظهِرُ الرُّوحَ لأَجْلِ الخَيرِ العامّ” (1كور 12: 7). إذًا… هل من الضروري قول ذلك؟… لقد حصلَ هذا الظهور من أجلنا نحن أكثر منه من أجل الرسل. في الحقيقة، ما كانتْ حاجتهم إلى اللغات الأجنبيّة لو لم يكنْ من أجل اهتداء الشعوب؟ لكن، هنالك ظهورٌ آخر لمسَهم بشكل حميم أكثر، وهكذا يظهرُ لنا الرُّوح اليوم أيضًا. كان واضحًا للجميع أنّهم لبسوا “قوّة من العُلى” (راجع لو 24: 49) حين انتقلوا من مرحلة الخوف إلى هذه الحالة من الثقة التامّة. توقّفوا عن الهروب، وتوقّفوا عن الإختباء نتيجة الخوف؛ بل باتوا يبذلون جهودًا إضافيّة في التبشير أكثر من الجهود التي كانوا يبذلونها في الهروب. وقد ظهرَ هذا التحوّل، الذي صنعَه العليّ، بشكل واضح في بطرس، رئيس الرسل؛ هو الذي كان بالأمس مذعورًا من صوت جاريةٍ (راجع مت 26: 69)، أضحى الآن ثابتًا لا يتزعزع أمام تهديد كبار الكهنة. وظهر هذا التّحول أيضًا في باقي الرّسل: “أَمَّا هَم فانصَرَفوا مِنَ المَجلِسِ فَرِحين بِأَنَّهم وُجِدوا أَهلاً لأَن يُهانوا مِن أَجْلِ الاسْم”(أع 5: 41) اسم الرّب يسوع، في حين أنّهم قبل ذلك بقليل، فيما كان الجند يُحضِرون الرّب أمام المجلس، لاذوا بالفرار وتخلّوا عنه. مَن يستطيع التشكيك بمجيء الرُّوح الذي أنارَ قلوبهم بقدرته غير المرئيّة؟ وبالطريقة نفسها، ما يصنعُه الروح فينا يشهدُ على وجوده في أعماقنا.