منذ أسبوع، بعد محادثة مع إحدى النساء في موضوع معيَّن يتعلَّق بإحدى السيِّدات، التفتت إليَّ وقالت لي بلهجة جازمة: “أنت لا تعرف النساء معرفة جيِّدة!” فأجبتها: “وماذا يجب عليَّ أن أعرف عنهنَّ؟” فابتسمت ونظرت إليَّ نظرة فيها مكر واستأذنت ومضت في سبيلها دون أن تجيب على سؤالي.
في اليوم ذاته، بينما كنتُ أقرأ بعض الأقاويل لعالِم السيكولوجيا سيغموند فرويد استوقفتني هذه العبارة: “السؤال الكبير الذي لم تتمَّ الإجابة عليه أبدًا، والذي لم أستطع أنا الإجابة عليه، بالرغم من ثلاثين عامًا قضيتها في البحث في نفْس الأنثى هو: ماذا تريد المرأة؟”
وأنا اليوم بعد مرور ثلاثين سنة من عملي الاجتماعيّ، واتِّصالي المباشر مع جميع فئات المجتمع لاسيَّما النساء منهم، أستطيع أن أقول الكلام ذاته.
إن تكلَّمنا عن الرجال، فالحديث عنهم يقتصر على بعض الأفكار: إمّا أن يكونوا لامبالين أو يكونوا رصينين، هزليّين أو جدِّيّين، مهمِلين أو أنيقين، بشعين أو وسيمين. وينتهي الكلام عنهم عند هذا الحدّ.
ولكن عندما تريد التكلُّم على المرأة، فأحيانًا كثيرة لا تعرف ماذا تقول فيها، أو كيف تصفها. فمعظم النساء يتبدَّلن بتبدُّل عقارب الساعة. لا تعرف متى تكون هادئة أو عصبيَّة، متى تكون مطيعة أو متمرّدة، ليِّنة أم مستبدَّة… تجمع في شخصيَّتها تناقضات كثيرة، وأنت لا تعرف كيف تتعامل معها؟ أبقساوة أم بلِين؟ بحنان أم بخشونة؟ وأحيانًا كثيرة لتعجز عن اتِّخاذ القرار المناسب معها.
كنتُ أعمل مع امرأة امتازت بصفات رائعة، فهي خدومة ومطيعة ولا تتوقَّف عن مساعدة المحتاج ولكن في المقابل لا تترك أحدًا من شرِّ لسانها، حتَّى اضطُررت أن أنتقل للعمل مع غيرها بسبب المشاكل الكثيرة التي سبَّبتها لي.
وفي مكان آخر، اشتغلتُ مع امرأة أخرى، لسانها دافئ وتصرُّفاتها مبرورة ولكنَّها لم تكن نظيفة كما يليق، فتشمئزُّ نفسك منها. وإذا سألتها نصيحة تعطيك رأيًا أو رأيين مقنعين، وبعد فترة قصيرة تأتيك برأي جديد مبيِّنة عدم جدوى الرأيين السابقين، ولا تلبث أن تعود بعد دقائق برأي مغاير تمامًا. ففضَّلت العمل مع غيرها إلاَّ أنَّني لم أجد تغييرًا كبيرًا.
قد تستاء النساء من مقالتي هذه، فيعتبرها البعض مسًّا بكرامتها، والبعض الآخر تدخُّلاً بحياتها الشخصيَّة. أمّا البعض الآخر فقد يبتسم بدهاء لأنَّني تطرَّقتُ إلى موضوع يطال شخصيَّتها الخاصَّة دون إدراك شيء من تلك الشخصيَّة. فليس من السهل معرفة ماذا تريد المرأة.
وفي النهاية، إليكم بعض الأقاويل التي جمعتها من مفكِّرين مختلفين تحدَّثوا عن المرأة: “عندما تكون المرأة غاضبة هذا يعني أنَّها ليست فقط مخطئة، بل تعرف ذلك جيِّدًا”. “المرأة عندما تقع في الحبِّ تصبح أكثر ذكاء، بينما يفقد الرجل عقله”. “من قال إنَّ المرأة لا رأي لها، فللمرأة كلَّ يوم رأي جديد”. وأختم بهذا القول: “أفضل طريقة لتجعل المرأة تغيِّر رأيها هي أن توافق أنت عليه”.