صدر يوم الأحد 22 آيار 2022 كتاب جديد لغبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو بعنوان “موجز تعريفي بالليتورجيا الكلدانية”، وفيما يلي مقدمة الكتاب:
إني لا أطمح بتقديم دراسة شاملة لليتورجيا الكلدانية، بل أبتغي عرض موجز تعريفيّ علميّ دقيق، يشرح لكهنتنا وللمؤمنين العاديين نشأة طقوسهم وصلواتهم الرسمية، لمساعدتهم على فهم معانيها البليغة وأفكارها اللاهوتية والروحية العميقة خلال مشاركتهم فيها.
ينبغي الّا ننسى ان هذا “الارث الليتورجي” الأصيل ثروة كبيرة، عاش بلاغاته عدد كبير من القديسين عبر ممارستهم إيّاه، من بينهم بطاركة وأساقفة وكهنة ورهبان وراهبات ومؤمنين بسطاء.
يُعطي الكاردينال اوجين تيسيران (+1972) شهادة بديعة لطقسنا في مقدمة الطبعة الثانية للحوذرا 1938 قائلاً: “ان قِدَم وغِنى وجمال طقس السريان المشارقة المدهش لا يحتاج الى ادلة وتأكيد. كل المتخصصين في الطقوس الكنسية يشهدون على ذلك بالاجماع” (المجلد الاول ص 5-6).
هذه شهادة تفتخر بها كنيستنا وتدفعها الى المراجعة المستدامة والتجديد من أجل الأفضل حتى تقدر ان تخاطب المؤمنين وتؤثر على حياتهم وترسّخ ايمانهم بالمسيح واتحادهم به.
الهدف من المراجعة والتجديد هو وضع طقوسنا في مكانها الصحيح وبصيغة مفهومة ومقبولة لفائدة المؤمنين، في كلِّ أبرشياتنا، وليس الالغاء كما يتوهم البعض.
يعود معظم طقوسنا الى القرون الثالث – السابع، فلا بدّ من التجديد، فالحياة تغيَّرت، وإنسان اليوم ليس انسان القرون الاولى والوسطى وعصر النهضة. هناك تغيير عميق في العقلية والثقافة والحساسيّة. ثمة جيل جديد يناقش القيم والمعتقدات الدينية، والممارسات الطقسية، ولا يقبلها بشكل أعمى، بل يسعى الى فهم أكثر وعياً وعمقاً، وروحانية واقعية تستقطب حياته ونشاطه، تكون له مصدر إلهام للتغلب على التحديات والأزمات المتنوعة والمتسارعة التي تواجهه. الكنيسة ملزمة بان تسير وتعمل لإرساء بنية تحتية روحية، وانسانية، وثقافية، واجتماعية، مناسبة لثقافة مؤمنيها. اننا كأساقفة، رعاة شعبنا، يجب الّا نتجاهل الثقافة الحالية أو نتخوَّف منها، بل يجب ان نستوعب ما هو صالح فيها، بطريقة تجعلنا نعي الكنوز الموجودة بداخل طقوسنا ونقيِّمها ونساهم في جلب عناصر جديدة مليئة بالرجاء يفهمها المؤمنون اليوم، ويقدرون ان يعيشوا معانيها.