الأب بسمان جورج فتوحي
احتفل غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو برتبة وضع الحجر الأساس لكنيسة مار توما الرسول الذي يصادف اليوم عيده، وتعد الكنيسة الكلدانية الأولى في المملكة الأردنية. حضر الاحتفالية رجال الدين من الكنائس الأردنية وعدد من سفراء الدول في عمان في مقدمتهم سفير الجمهورية العراقية حيدر العذاري، والقائم بالأعمال السفارة الفاتيكانية المونسنيور ماورو لللي وعدد من مسؤولي المنظمات الخيرية وعدد من شبكات التلفزيون.
وعند وضع الحجر الأساس دعا غبطته الشيخ (الإمام) د. عايد عوض الجبور مفتي الهيئة الهاشمية للمصابين العسكريين والسفير الفاتيكاني الى المشاركة في وضع الحجر الأساس وهي بحد ذاتها رسالة الاخوّة المشتركة وترسيخ العيش المشترك. واليكم كلمة البطريرك ساكو
وضع حجر الأساس لتشييد كنيسة في عمان علامة رجاء للمسيحيين الكلدان الكاثوليك في المملكة الاردنية الهاشمية.. وهو دليل على التنوع الديني والاجتماعي والثقافي الذي تحتضنه المملكة الاردنية الهاشمية بقيادة ملكها المعظّم عبدالله الثاني إبن الحسين والحكومة والشعب الأردني الشقيق.
الكنيسة مثل المسجد هي “بيت الله” اي مكان للعبادة يقدم فيه المؤمنون السجود لله والإكرام له وطلب رحمته وجودته عن ضعفهم واخطائهم.. بيوت العبادة هي أماكن لتنظيم طقوس العبادة التي نسميها نحن المسيحيين الليتورجيا فيها نسبح الله ونحظى برحمته الفريدة، لكن هي ايضا “بيوت الناس” فيها تنسج روابط وثيقة مع الإخوة الآخرين والالتزام بهم.
بيوت الله هي أماكن تثقيف الناس إيمانياً وروحياً وتعليمهم الأخلاق الحميدة والتسامح والمحبة والاحترام والتضامن، وليس أفكارا خاطئة وسيئة. خصوصا الكراهية. ولها دور كبير في تعزيز حوار الأديان وترسيخ العيش المشترك خصوصاُ وان التطرف الديني والطائفي أخذ بالازدياد في عالمنا.
بيت الله من الحجر يرمز الى بيت الله الروحي، اي قلب الانسان الذي ينبغي ان يتحول الى هيكل الله اي ان نطوِّع غرائزنا وميولنا ونتحلى بصفات خالقنا وهذه هي السِمة الأساسية للإيمان والعبادة وهو كنزنا الروحي الباقي.. يقول سفر الخروج: “في كل مكان تذكر اسمي آتي واباركك” (20/24). فهو يبارك اليوم حضورنا مسيحيين ومسلمين.
ومن هذا المنبر اشيد بالعيش المشترك المتناغم الذي يتمتع به الاردن ادام الرب السلام والأمان فيه وحفظ ملكه الساهر عليه ومنح السلام والأمان الى بلدان المنطقة التي تعاني من ويل الحروب والإرهاب. اتقدم بالتهاني الخالصة لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والى الشعب الأردني الشقيق بمناسبة الاحتفال بالمئوية الاولى لتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية والذي يتزامن مع احتفال العراق بالذكرى المئوية لتأسيس الدولة العراقية. ان أحداث الماضي ينبغي أن تغدو دروساً لعيش الحاضر.. ينبغي الا يضيّع الاردنيون نعمة السلام والأمان. من المؤسف ان هذا ما تفتقر اليه عدة بلدان في المنطقة، التي تعاني من فوضى الانشقاقات والصراعات والفساد…
شكرا للاردن على استقباله المهاجرين العراقيين وايضاً السوريين الذين قصدوه لأنه خيمة آمنة. كما اشكر السفارة البابوية وكاريتاس الاردن والبعثة البابوية ومجلس كنائس الشرق الأوسط والمنظمات الاخرى التي وقفت الى جانب المهاجرين وقدمت لهم العون بايادٍ ممدودة وقلوب سخيّة.
شكرا للاب زيد عادل حبابة الذي جمع أبناء رعيته مثلما تلم الدجاج فراخها. كما اُقدم شكري العميق للسيد لؤي سليمان حنا لتبرعه بالأرض بسخاء وطواعية، والسيدة أمن هنودي والدكتور رائد حنا لمساهمتها في مصاريف التصميم والمكتب الهندسي جازاهم الله خيراً.
بهذه المناسبة اطلب من الحكومة الاردنية الموقرة الاعتراف بالطائفة الكلدانية كاحدى الطوائف الرسمية فيها الى جانب الطوائف الاخرى لاسيما وان جلالة الملك هو الحارس الأمين للجوامع والكنائس في القدس الشريف حيث لنا كنيسة ومقر وثمة شارع فرعي يحمل اسم الكلدان، فالكلدان ليسوا غرباء عن المجتمع المقدسي.
شكرا لأصحاب السعادة، السماحة، والآباء الكهنة رؤساء وممثلي الكنائس في الأردن، والمنظمات الخيرية على حضورهم ومشاركتهم إيانا في هذا الرجاء قيد التحقيق.