41 وأما هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع، لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه
42 وكانوا لا يزالون كل يوم في الهيكل وفي البيوت معلمين ومبشرين بيسوع المسيح.
من سفر أعمال الرسل أصحاح 5
أرجو قراءة هذا الأصحاح كاملا .
لقد تعرض رجال الكنيسة للهزء والتقريع والجلد والموت منذ بدء البشارة للرسل في العالم . ولكن الغريب والملفت للنظر أمام جميع الحكام والأباطرة منذ فجر المسيحية أن كل شهيد يسقط كانت البشارة تنمو وتنتشر أكثر .
حتى اضطهاد الكنيسة في عصور عدة كلما اشتد الاضطهاد كلما نمت الكنيسة وازدهرت بالتعليم وأكثر ما وصلنا من روائع تفاسير الآباء القديسين وعظاتهم هي وجودهم في وضع اضطهاد مباشر .
روائع كتابات الرسول بولس كتبها وهو في السجن .
وحين أقول في السجن لا نعتقد أن السجن هو سجن خمس نجوم كسجوننا اليوم فيها بنود حقوق الإنسان وحقوق السجين ومراقبة دولية للسجون .
السجون القديمة غالبا هي زنازين تحت الأرض تسودها الظلمة والرطوبة وروائح العفن . يعيش السجين شهورا وسنوات لا يرى الشمس ولا يأكل سوى خبز الضيق وماء الضيق بحسب دانيال النبي .
في السجون في عهد الرسل هنالك جلد بالسياط بشكل شبه يومي وأعمال تصعب حتى على العبيد .
وكما نرى في أعمال الرسل 15 نرى الرسل فرحين بالجلد والإهانة حتى كرامتهم الشخصية حسبوا إهانتها فرحا لأجل سيدهم وربهم يسوع المسيح .
مسلسل الإهانات للكهنة وكهنوتهم استمر في القرون الأولى بعد الرسل فنرى تشريد القديس أثناسيوس الاسكندري 5 مرات عن كرسيه ونرى الجنود يجرون القديس يوحنا ذهبي الفم بالحبال إلى منفاه أعتقد في أرمينيا ويستمر مسلسل التنكيل بالكهنة في عصور الدولة الفاطمية والمماليك ويخبرنا التاريخ عن 9 من بطاركة القدس قضوا فترة حبريتهم في المنفى بعيدا عن رعيتهم .
ويستمر المسلسل هذا حتى اليوم ولكن هذا المسلسل يدمي القلب والعقل والضمير حيث يهان الكهنة وكهنوتهم لا من قبل وثنيين ولا من قبل أعداء إنه مع الأسف من أبناء الكنيسة ذاتهم .
يكال للكهنة اتهامات عدة وينعتونهم بأبشع الصفات ولا يقبلون منهم كلمة حق يقولونها بحق الكنيسة والرعية .
ولكن بالمقابل يستمر مسلسل الفرح حتى اليوم
هذا الفرح مستمر حتى اليوم فالكهنة يعتبرون كل شتيمة أو وصف سيء ينالونه هو بركة مقتدين بسيدهم الكاهن الأعظم وسادتهم الرسل القديسين وهذا الفرح في الإهانة العلنية هو في المسيح فقط .
يا رب
سنستمر فرحين بك يا ربنا وإلهنا
وسنبقى نعلن اسمك لكل الأمم
وتستمر المسيرة التي بدأها الرسل
كلما نهان أو نُشتم نبارك اسمك القدوس
ولن تثنينا الإهانات حتى لو كانت من أقرب الأقرباء
أن يخفت نورك منا
أو تخف حماستنا لرسالة الخلاص التي نحمل
لن نخاف الإهانة ولا الجلد وحتى الموت سنبقى
لك كهنة أوفياء
ودرعا حصينا لكلمتك وكنيستك التي أنت رأسها
وتُدار دفتها بروحك القدوس
سنبقى رغم الصعاب جنودا مجهولين
ننقص نحن …. لتزيد أنت
ونساهم بحيلتنا القليلة
في نشر نورك للعالم
برغم كل الصعاب
فرحين في الرجاء بك
وغير منتظرين المديح من بشر
بل ننتظر مكافأة الوكلاء الأمناء
يوم الدينونة الرهيب
ولا حق لنا في العالم
فحقنا هو أنت
سواء في هذه الحياة الحاضرة
أو العتيدة
فاقبل شتائم من يسبوننا
واللذين يهينوننا
واللذين يشنعون علينا
إقبل كل هذا ذبيحة حمد وتسبيح نقدمها لك مما لك
ولا تجعل ختام حياتنا
إلا ونحن واصلون لملء قامة المسيج
آمين