كتب قداسة البابا فرنسيس مقدمة لكتاب صدر في الأرجنتين أمس بعنوان “حوارات أخوية”، وتوقف قداسته عند أهمية الحوار وعدم الخوف من السير معا نحو الصداقة الاجتماعية.
“حوارات أخوية”، هذا عنوان كتاب صدر أمس الخميس ١٤ تموز يوليو في الأرجنتين، وكتب مقدمته البابا فرنسيس. وبدأ الأب الأقدس مشيرا إلى الدعوة إلى السير معا والتأمل والعمل والعثور على حس الانتماء وإمكانية التغيير، وقال إن هذه هي الدعوة التي نجدها في الصفحات التالية
القادرة على جمع ومنح صوت لخبرة المحاورين وشعوبهم. وتحدث البابا عن أن تثمين مثال وخبرة مَن يكرسون وقتهم لخدمة الآخرين يشجعنا على إعادة التفكير في أسلوب حياتنا وعلاقاتنا وتنظيم مجتمعاتنا، وفي المقام الأول في معني كينونتنا. وشدد قداسته على أن هذا يمَكننا قبل كل شيء من إعادة اكتشاف أهمية شعورنا بأننا مدعوون إلى المشاركة في حوارات الصداقة الاجتماعية هذه. وتابع الأب الأقدس أن الجائحة قد ذكَّرتنا بحاجتنا أحدنا إلى الآخر وبأن لا أحد يخلص بمفرده.
وأراد البابا فرنسيس تسليط الضوء على أن بإمكاننا في الحوار مع الآخر، أيا كان انتماؤه، أن نفتح نوافذ ونستعيد آفاقا ونتوصل بشكل إبداعي إلى الطريقة الأفضل للعيش معا. وأشار قداسته في هذا السياق إلى حديث القديس فرنسيس عن سعادة من يحب الآخر، قريبا كان أم بعيدا، ودعا البابا بالتالي إلى الدخول في حوار بفضل هذه الحوارات الأخوية، عنوان الكتاب، وإلى عدم الخوف من السير معا وتعلم وتثمين اختلافاتنا أيضا.
ثم أعرب الأب الأقدس عن الرجاء في أن يمَكننا هذا اللقاء من أن نحلم معا بالصداقة الاجتماعية وكرامة شعوبنا في عالم خالٍ من الإقصاء، عالم لا تغيب فيه الأرض والمسكن، الخبز والعمل، عالم يدفعنا فيه الرجاء إلى العمل متطلعين إلى أفق أفضل. وتحدث البابا عن العمل من أجل عالم يتم التعبير فيه عن الأخوّة لا فقط بكلمات مليئة بالمعنى والقيمة ولكن أيضا وفي المقام الأول بشكل يجعلنا ننسج التاريخ ونشكله. ثم ختم البابا فرنسيس مقدمته للكتاب الذي يحمل عنوان “حوارات أخوية” داعيا إلى أن نجعل أصداء هذه الحوارات تتردد في مخيلتنا بقوة كبيرة تدفعنا إلى الرغبة في تحويل هذه الحوارات إلى أفعال.. فلنبدأ الحوار.