البابا فرنسيس يحضر جنازة كاهن يسوعي من أصل لبنانيّ، وقد كان عرّابه في الكهنوت!
شارك قداسة البابا مراسيم الجنازة اليوم صباحاً حيث أُقيمَت في كابيلا الرئاسة العامّة للرهبنة اليسوعيّة قرب الفاتيكان، وشوهِدَ جالساً لوقتٍ طويل وهو يصلّي قرب نعش الأب فارس.
كان الأب فارس مُعلّماً، وقد ترك العديد من الكتابات، نذكر منها: عشرة أمور يقترحها البابا فرنسيس على الكهنة؛ رائحة الراعي؛ برنامج السعادة، حول التطويبات؛ منفتحون إلى التحديات، حول التنشئة الرهبانيّة والكهنوتيّة؛ وغيرها.
وكان منذ العام ٢٠١٦ كاتباً في المجلّة اللاهوتيّة “La Civiltà Cattolica”. وقد ألقى مدير تحريرها عظة الجنازة قائلاً أنّ الأب فارس كان إنسانًا قويًّا وشفّافًا، وأضاف: “كان يُمكن الاتّكال عليه دائماً، لأنّه استطاع أن يكون سعيداً دون أن يفكّر بذاته، بل بِرَبّ حياتِهِ”.
كتب اليوم ريكاردو كريستيانو، صحافي إيطالي، الذي كان يعرف معرفة شخصيّة الأب فارس: “ما يؤسفني هو أنّه لم يكن لديه الوقت للذهاب إلى لبنان حيث جاء جزء من عائلته والذي أخبرني أنّه سيكون سعيداً بزيارته بعد الوباء”.
أنهي بكلمات للأب فارس قالها في مقابلة أُجريَت معه عبر راديو الفاتيكان سنة ٢٠١٥: “دعوة البابا فرنسيس كي نكون رعاة، وأن يكون لدينا رائحة القطيع، وألّا نكون أُمراء ولا طيّارين، تأتي منذ أربعين عاماً، عندما كنّا مُبتدئين وطلبة وهو كان رئيساً للاقليم.
أتذكّر أحد الرفقاء الذي كان يسير في حديقة المعهد حيث كانت الخنازير والأبقار والأغنام، وقد رأى رئيسنا برغوليو وهو يساعد نعجةً لكي تَلِد. تفاجأ وذهب لمساعدته. رفضَت النعجة واحداً من الحملان الثلاث التي ولدتهم. فأخذ برغوليو الحَمَل وأعطاه للراهب وقال له: “إعتنِ به!”. فقال له: “وكيف أقوم بذلك؟”، أجابه برغوليو: “إذهب إلى المستوصف، وسخّن بعضاً من الحليب وأعطِهِ ايّاه بالزجاجة”. إحتفظ هذا الراهب بالحَمَل لمدّة خمسة أشهر في غرفته التي كان يفوح منها رائحة الأغنام حقًّا. وكان الحَمَل يلحقه أينما ذهب في الدير وحتّى إلى الكنيسة والصالات. قال له برغوليو حينها: “لقد امتحنتُكَ. تعلّم هذا: إذا اعتنيتَ بالخروف، فهو يتبعكَ. إفعل كذلك”.
شكراً لكَ أيّها الأب دييغو فارس اليسوعي على مِثال المحبّة الذي تركتَه في الكنيسة، من خلال عطاءاتكَ وفكركَ وشفافيّتكَ واتّباعكَ للمسيح. صلِّ لأجل لبنان الذي لم تستطِع زيارته من السماء، وصلِّ لنا لكي نتعلّم كيف نكون سعداء عندما لا نفكّر بذاتنا وبمصالحنا الشخصيّة، بل بتقدمة حياتنا في خدمة المسيح!