يبدو أن البابا فرنسييس آل على نفسه أن لا يترك مهماته إلا بعد أن يزور جميع الكاثوليك في العالم، وهي-أي مهمة دوام الزيارة- مهمة شاقة للبابوات خاصة لسّن البابا فرنسيس. لكن يبدو أن البابا يرى أن تجشّمه شقاء السفر ضرورة لزيارة كلّ مسيحيي العالم.
جدير بالذكر أنّ قداسة البابا يزور البلاد التي ينطوي سكانها على مسيحيين ومسلمين، كاثوليك وأرثوذكس وبروتستنت. والبابا إذ يرى زيارة هذا البلد أو ذاك يعتقد أنّ ما لديه لكي يقوله، كما أن البلد التي تحظى بزيارة الباباوات تغمرها الأفراح والروحية المطمئِنَة، فكندا بلد واسع وتتضمن من المشكلات والتحديات كبقية شعوب العالم، سيّما وأنّ كندا بلد مستقبلٌ للمهاجرين من كل الإجناس والألون والأصول.
ولهذا يرى قداسة البابا أنّ إلقاء الأحاديث المسيحية على الشعب الكندي ضرورة تقتضيها البلاد والحياة فيها وهي بالمناسبة تتمتع بغالبية كاثوليكية. كندا ورغم إستقلالها إلا أنَّ بعضاً من أجزائها إما بريطانية أو فرنسية مثل كوبيك ومونتريال وسياستها ليست بعيدة عن السياسة الأميركية.
ويرى قداسة البابا أنّ بلداً صناعياً مثل كندا تكثر فيها المشكلات. وتجدر الإشارة إلى أنّ بعضاً من الآباء الكهنة الكنديين يعتدون على الأطفال جنسياً، وهذا ما حصل فعلاً قبل سنوات قليلة، وإذ يمارس الآباء الكنهة الكنديون مثل هذه الأفعال المشينة يستحقون الحرمان أو تطبيق القوانين كما حدث مع بعض أساقفة لبنان مؤخراً إذ إعتُبر هذا الأسقف خارج عن قوانين المقاطعة، وروحية البابا فرنسيس تتماهى مع روحية البابا القديس البابا يوحنا بولس الثاني من حيث الغيرة على سمعة الكنيسة وشعوبها.
من هنا تجيئ زيارة البابا لكندا لإعطاء روح جديدة لشعب يحتاج للتجديد، وإن إعتذاره من الكنديين الأصليين هي قمة الأخلاق المسيحية والتواضع الذي يجب أن يشمع كل رجل دين أينما وجد ومهما كانت صفته أو لونه أو طقسه. هذا ما أشعر بها أنا شخصياً من أنّ هناك رجال دين لا يخافون الله.