بلقاء حول الدعوات اختتم حوالي ثمانية آلاف شاب وشابة أمريكيين ينتمون إلى جماعة الموعوظين الجدد، اختتموا رحلة حج قادتهم إلى الأرض المقدسة، وقد قطع خلالها العديد منهم وعودا بشأن معانقة الحياة الكهنوتية والرهبانية.
وتخلل الزيارة لقاء جمع الحجاج الشبان ببطريرك القدس للاتين بيرباتيستا بيتسابالا الذي شجعهم على حمل أرض يسوع إلى المناطق التي يعيشون فيها
تمت رحلة الحج هذه على طول مسار الخروج، خروج شعب إسرائيل من أرض مصر.
فقد زارت مجموعات الشبان والشابات من الموعوظين الجدد أهرامات القاهرة، ومن هناك انتقلوا إلى جبل سيناء، وصولا إلى الأرض المقدسة.
مسار مفعم بالمواقع التاريخية والأثرية التي
تحتل مكانة هامة بالنسبة للمؤمنين. استغرقت رحلة الحج قرابة الأسبوعين، وتُوجت في اللقاء الضخم الذي نُظم على جبل التطويبات، هذا المكان حيث قام البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بالاحتفال بالقداس الإلهي لاثنتين وعشرين سنة خلت، وبالتحديد في آذار مارس من العام ٢٠٠٠، وحثّ خلال العظة العديد من الشبان والشابات الحاضرين على أن يكونوا رسلاً للتطويبات في الألفية الجديدة التي بدأت للتو.
ترأس اللقاء على جبل التطويبات بطريرك القدس للاتين بيرباتيستا بيتسابالا، بحضور عدد من الأساقفة والكهنة، وأكد أن ذهنية التطويبات تختلف تماماً عن ذهنيتا، مضيفا أن فهمها في العمق يتطلب تبديل القلب والارتداد، لذا من الأهمية بمكان أن يتمكن المؤمن من الالتقاء بالرب يسوع، وأوضح أن هذا الأمر يتحقق من خلال الاحتفال بالأسرار، وأيضا بواسطة زيارة تلك الأماكن المقدسة، لأن الدافع الرئيس وراء زيارات الحج تلك يكمن في اختبار المسيح.
وشدد غبطته في المناسبة على أن العالم والخليقة والبشرية هي جميعاً ثمرة محبة الله، مؤكدا على أهمية أن نحبها لكن ليس وفقاً لذهنية هذا العالم. وأضاف أن المحبة وحدها قادرة على تغيير الأمور وتمنى أن يحمل هؤلاء الشبان والشابات إلى بلدهم وبيوتهم وكل مكان يزورونه جزءا من خبرتهم هذه في الأرض المقدسة، ومن خبرة اللقاء مع الرب كي يقولوا للجميع: نعم لقد قام الرب من بين الأموات وقد التقينا به.
وقد تُوجت زيارة الحج بلقاء حول الدعوات قطع خلاله حوالي مائتين وخمسين شاباً وثلاثمائة شابة وعداً بمعانقة الحياة الكهنوتية والمكرسة، هذا بالإضافة إلى مائتي عائلة عبرت عن استعدادها للتوجه إلى أي مكان في العالم من أجل إعلان الرسالة. مما لا شك فيه أن زيارة الحج هذه تمحورت حول الدعوة التي يوجهها الله لكل مؤمن. وقد سار الحجاج على خطى كارمن هيرنانديس، التي ساهمت في إطلاق مسيرة الموعوظين الجدد، والتي وقبل أن تلتقي بـ”كيكو أرغويلو”، في عامي ١٩٦٣ و١٩٦٤، أمضت سنة كاملة في إسرائيل وفلسطين على خطى المسيح، حاملة الكتاب المقدس في يديها. وهذا ما فعله تماماً هؤلاء الشبان والشابات خلال الأسبوعين الماضيين.
للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاهن دينو روسي الذي رافق الحجاج وقال إن الشبان والشابات شعروا بالتأثر الكبير في المواقع التي زاروها، خصوصا وأن كل منطقة توجهوا إليها مرتبطة بحادثة من الكتاب المقدس، وقد ترك الشبان والشابات الأمريكيون كلمة الله تحاكيهم حول معنى حياتهم في المناطق حيث تحولت الجغرافيا إلى تاريخ الخلاص. ولفت إلى أن معظم هؤلاء الأشخاص قاموا بتضحيات كبيرة كي يتحملوا نفقات الزيارة.
تابع الأب روسي حديثه مشيرا إلى أن العديد من القيمين على زيارة الحج تساءلوا خلال الإعداد لها عن الأسباب التي تحمل آلاف الشبان والشابات على المجيء إلى الأرض المقدسة خلال شهر حار جدا، كشهر تموز يوليو، عوضا عن الذهاب إلى البحر. وأضاف أن هؤلاء الأشخاص اندهشوا جداً حيال الفرح والطاعة اللذين ميزا هؤلاء الشبان. وبينهم من ذهبوا إلى ساحات مدينة تل أبيب حيث غنّوا ورقصوا. وآخرون تواصلوا مع الكنيسة المحلية. ولاقوا جميعاً ترحابا حاراً من قبل الرعايا، على اختلاف طقوسها. وثمة رعية وفّرت مكاناً للنوم لمائتي أو ثلاثمائة شاب وشابة.
أضاف الكاهن الإيطالي قائلا إن العديد من هؤلاء الحجاج هم أبناء وبنات الشبان الذين شاركوا في العام ٢٠٠٠ في اللقاء التاريخي على جبل التطويبات مع البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، حيث احتفل بالذبيحة الإلهية.
وهذا الأمر – مضى يقول – يعني أن هؤلاء الشبان والشابات ساروا على خطى والديهم الذين حجوا إلى المنطقة وانفتحوا على الحياة وأنجبوا البنين والبنات. خصوصا وأن كلمة الرب تساعدنا على التغلب على الخوف.
وقد تزامنت زيارة الحج هذه مع الذكرى السنوية السادسة لرحيل كارمين هيرنانديس التي توفاها الله في التاسع عشر من تموز يوليو ٢٠١٦. ومنذ أقل من شهر وخلال لقاء البابا فرنسيس في الفاتيكان مع مئات العائلات المرسلة في العالم أعلن كيكو أرغويلو أن المرحلة الأبرشية في مسيرة تطويب وتقديس كارمين هيرنانديس، ستبدأ قريباً في رئاسة أبرشية مدريد.