الكنيسة تضرع للسماء شفاعةً

في ذكرى 4/8/2020 تفاعلت الكنيسة مع جسامة الحدث وفاجعة بيروت متضرعاً الحبر الأعظم ورسول الكنيسة البابا فرنسيس ولم يترك الفاتيكان الحدث أن يمّر دون أن يشفع للضحايا من كافة الأعراق والألون والأجناس.


فتفاعل البابا فرنسيس ذاكراً الحدث وضحاياه بالطوبى. كما تفاعلت الكنيسة المارونية في لبنان بالحدث بإقامة قدّاس للضحايا. فالكنيسة هي هيكل التضرع والشفاعة وهي ينبوع العدالة والروح وهي بقداديسها تستحضر روح الله ليضّم أرواح الضحايا إلى حضن القداسة. والكنيسة حين تضرع لجميع الضحايا في العالم تكون الآلية الفاعلة في إحتضان الله للأرواح المؤمنة وحتى غير المؤمنة. فمن يشفع لنا إلا سيدة السماء والأرض وملكة القلوب؟ من يواسينا في أحزاننا ويحمل همومنا ويخفف عنّا عناء وآلام العالم؟ ” تعالوا إلي أيها المثقلون وأنا أريحكم”، فكل واحد في هذا العالم يحمل صليبة.
فصليب يسوع خفيف ونيره رقيق. تحمل الكنيسة عموماً والمارونية خصوصاً معاناة الناس فيسوع ينبوع المحبة ومصدر السلام. من يشفع بنا في آلامنا إلا الشفعية العذراء؟ تمثّل الكنيسة المارونية في لبنان تمثال القداسة بِحملها آلام الناس. أيّ روح تِحْمِلها، أليست روح رب الشفاعة وسيدة القداسة؟ السنا ابناء الله، منه جئنا وإليه نعود؟ أليست الكنيسة دار المآل؟

رحم الله الضحايا وأسبغ عليهم الله روحه القدوس وأنعم الله على شهداء 4 آب النور الدائم، ومنح العالم المضطرب السلام المنشود. قدّس الله روح البابا فرنسيس الذي منح الضحايا نعمة الخلاص وأدام الله علينا نعمة الرحمة وبهجة الخلاص، وأنعم الله على جميع الراحلين على رجاء القيامة الراحة الأبدية وأضاء الله لهم نوره الدائم وختم على قلوبنا بمحبته وسلامه.