في حوار على فضائية نور سات الأردنية أدلى المشاركون في الحوار بآرائهم في معنى السلام وكيف يُفهم وما هي مقوماتُه ومرتكزاتُه وقيمتُه، وكانت الآراء قد تمحورت حول السلام الداخلي في الإنسان.
فما يصفه العالم بالسلام العالمي إن هو إلا سوى سلم بين الشعوب والعلاقات الحياتية، كما أنه العلاقة مع الله وهي علاقة فردية. والسلام هو أن نرى الله في داخلنا ونعمل بواصاياه ونسلم أنفسنا إليه.
فجميع الفضائل التي يتحلّى بها المرء من أخلاق جيدة وضمير واعٍ وصدق ووفاء وعدالة وكرامة إنسانية هي مقومات ومرتكزات السلام الذي ينبع من داخل المرء كالسعادة في داخل الإنسان حيث لا سعادة خارج المرء بل هي سرور وإبتهاج وفرح تزول كلها بزوال المسببات.
أما الفرح الداخلي فهو مرتبط بالعلاقة مع الله الذي لا يزول. وقد أظهر الحوار حول السلام أن المسيحية لها مفهوم يبتعد كثيراً عن ما هو مفهوم في الواقع، فالسلام الذي ينشده المرء هو الإرتباط بالله ومحبة الله بكل ذات المرء وقلبه ومحبة الغريب والقريب حتى العدو، فالمحبة هي سلام والضمير هو صوت الله في المرء.
جدير بالذكر أن مفهوم السلام معقد ومختَلَط، فالعالم يخلط بين مفهومي السلم والسلام. السلام هو صناعة إلهية، فطوبى لصانعي السلام.
أما السلم فهو صناعة بشرية تختلف بإختلاف الظروف والأسباب وغالباً ما يفهم العالم السلام على أنّه الهدوء بعيداً عن الحروب أي ربط العالم السلام بالأمن والأمان، والسلام هو التسليم لله بالسرّاء والضراء وأن تنام في حضن الله وتتنفس نفسه وتشترك في مائده المقدسة.