الصوم هو حالة إيمانية شديدة المفعول أمام الله خصوصا حين يقترن الصوم بالصلاة .
فقد أدرك الآباء الأولين أهمية الصوم وفاعليته فطووا الأيام صائمين مصلين مبتعدين عن حطام الدنيا قامعين شهوات الجسد لترتقي قلوبهم بالروح شامخة نحو العلى .
يطرح العديد من الناس اليوم بدائل للصوم فالظروف تغيرت والأوضاع تطورت ومن تلك البدائل الواهية والضعيفة :
1- الإنسان يكن لسانه صائما فصوم الأكل ليس صوما
2- ليس مهما صوم الأكل صم عن شيء تحبه وتشتهيه نفسك
3- صم عن عادة سيئة تمارسها كالتدخين أو شرب الكحول أو أو أو
4- تسأل فلان لماذا لا تصوم ؟ أكل الصوم يضر بي يجيب
ويقوم هؤلاء اللذين سأسميهم مجرمون بانتهاك الصوم بكل وقاحة وصلافة وغرور وينسون الإله الذي ينظر فقد فتروا بالإيمان وسيتقيأهم القدير .
وأود القول بكل صراحة ووضوح ينبغي طاعة الكنيسة في أدق التفاصيل وأهمها الصوم والحالات التي قمت بتعدادها لا يمكن اعتبارها بديلا للصوم بل هي نتائج إيجابية للصوم .
إن التقيد بوصايا الكنيسة هو موازي وموافق لوصايا الوحي الإلهي في كلمة الرب لذلك فوصايا الكنيسة هي ليست فقط وصايا بل هي أوامر إلهية لأن الكنيسة هي قاهدة الحق وركنه بحسب الرسول بولس .
الرب يسوع المسيح هو سيد الصوم بلا منازع فلو أراد أن يطرح بدائل للصوم لطبقها على نفسه لكننا نرى على النقيض أنه تعالى اسمه كان أول الصائمين ليعطينا درسا في الوصايا الإلهية الملهمة من روح الله القدوس .
إن اللذين يطرحون بدائل للصوم هم من الكسالى والضعفاء روحيا وشهوة البطن تلمع في وجوههم يكسرون الصوم علنا ويحاولون الضحك على ذقون الناس .
اَلسَّاكِنُ فِي السَّمَاوَاتِ يَضْحَكُ. الرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ. مزمور 2 : 4
هؤلاء يعثرون الناس في تنفيذ أوامر الكنيسة وستنالهم دينونة أعظم فالويل لمن به تأتي العثرات يقول الرب يسوع المسيح .
الويل لهم ألف مرة لأنهم لم يتخلصوا من شهوة البطن ولن يتخلصوا من أي شهوة ما داموا يكسرون الصوم علنا مستهزئين بتعاليم الكنيسة .
وعلى أبنائنا وبناتنا العلم يقينا بأن كثرة الصلوات وكثرة الأصوام هي ما يثبت الكنيسة في العالم على الأرض برغم أمواج بحرالعالم العاتية التي تحاول تحطيم برج الكنيسة الشامخ .
الصوم والصلاة هما اللذان يثبتان المؤمنين كما ثبت العفو الإلهي على أهل نينوى أيام يونان النبي والصوم هو من ثبت الشعب أيام يوئيل النبي .
كثرة الأصوام هي التي ثبتت دانيال النبي في بابل فبالصوم ظهر دانيال ورفقائه أوفر بهاء وأفضل صحة من اللذين أكلوا أكل الملك وشربوا من خمر مشروبه .
علمنا رب المجد من خلال صومه أنه بالصوم نقهر عدو الخير فعدو الخير يفر هاربا من الصائمين .
في المسيحية لا بديل للصوم فالصوم مع الصلاة هما كالبخور والفحم فالبخور لا ينفث رائحة زكية إلا إذا احترق على الفحم المشتعل .
إننا في كنيستنا نفخر حتى أمام الملائكة القديسين بكثرة صلواتنا وطولها وكثرة أصوامنا فهاتان الفضيلاتان هما ما نقترب به نحو عرش النعمة الإلهي وليهنأ الكسالى بكسلهم والعاقبة لا بد آتية
آمين