أضواء على 15 آب عيد السيدة بقلم الدكتور جلال فاخوري

الدلالات التي تضفيها الأعياد المسيحية مستوحاة من المسيحية نفسها. فقيمة الأعياد تكمن في المعاني الدالة على الجوهر. فعيد سيدة المغارب والمشارق سيدة السماء والأرض يُستوحى من القداسة التي تتمتع بها سيدة السلام، فهي أم السلام وأم الله وأم الكنيسة، هي سلطان الروح وجوهرة النفس.


عيد سيدة السماء هو فرح العطاء الذي وهبته لنا السيدة العذراء بإعتبارها والدة السيد الإله. ومهما وُصفت به السيدة العذراء هو القليل نظراً للأهمية التي تتمتع بها السيدة العذراء، فهي المطيعة وهي الحنونة وهي المربّية للإله والمتنقلة للسماء وبالنفس والجسد، وهي التي عانت لأجل إبنها الوحيد المصلوب. السيدة العذراء ليست كبقية النساء فهي المكرّمة من السيد المسيح وهي العذراء التي ولدَت إبنها دون دنس.
السيدة العذراء كلها جميلة كما وصفتها الأسفار القديمة وهي شفيعة كل البشر والتي لم يُسمع عنها أنها ردّت من يطلب شفاعتها. هي حياة المرضى وشفيعتهم، وهي باب السماء، ومن لا يحب العذراء لا يحب المسيح. والإحتفال والصيام لأجلها هو روحية واجبة على كل مسيحي، فمن يشفع بنا إلا إياها؟ ومن يداوي جراحنا إلا إياها؟ فيا والدة الإله صلّي لأجلي واشفي جراحنا وأدخلي الفرح إلى قلوبنا وكوني لنا ملجأً أميناً وشفعياً محباً. فيا حلاوتنا ورجاءنا ويا أمَّنا الحبيبة لا تتركينا واملأي قلوبنا محبة لقلب يسوع بقلبك النقي.
يوم 15 آب عيد السيدة وعيد الفرح والسعادة والعبادة لصليب يسوع. يوم السيدة هو روحٌ يستحضره الله فينا. أعطنا يا أم المسيح أن نحبك من كل أروحنا ونفوسنا وذواتنا ولا تتركي مكلوماً إلا ونصرته أو مقهوراً إلا وأسعدته ولا يتيماً إلا وواسيته، فاحملي همومنا وآلامنا.