الزواج المسيحي ليس كما في كل القوانين بين بني البشر. الزواج المسيحي ليس عقدا يبرم بين طرفين . انه في المسيحية يرتقي لمرتبة عهدا بين طرفين.
فزواج المصلحة في المسيحية ليس له مكانا. اذ ان انتهاء المنفعة في زواج المصلحة يقتضي فسخ أو بطلان الزواج .وهذا الذي يصعب حدوثه في محاكم الكنيسة في كل مكان .
يكثر اليوم زواج المصلحة فرع الجنسية الأجنبية
عقد لأجل منفعة متبادلة مؤقتة
زواج لان احد الشريكين يحمل جنيسة بلد من دول العالم الأول
وسياسات تلك الدول تدعم ذلك.
زواج لاجل جواز سفر مرموق. هو زواج باطل.
للاسف ما بني على باطل .من المؤكد انه باطل.
ما بني على حب فهو وحده الحق
والله وحده من اقامة لذلك.
فهو سيصمد للابد.
في المحبة والحب والغزل يقول سيدنا جورج خضر مايلي
، العهد القديم وحده يتكلّم عن العاطفة القائمة بين رجل وامرأة بدءًا من كلام الله الى حواء بعد السقوط اذ يقول: “والى رجلكِ يكون اشتياقكِ” (تكوين 3: 16) وفي الترجمة السبعينية (الترجمة اليونانية للعهد القديم) لفظة اشتياق تحمل معنى الرغبة والشهوة.
أما العهد الجديد فلا يحتوي على كلمة واحدة تعني الاشتياق أو حتى كلمة حب بمعناها البسيط. لا يتحدث عن علاقة عاطفية بين رجل أو امرأة. يتكلّم على الزواج فقط الذي قد يرتكز على العاطفة قليلاً أو كثيراً وقد لا يرتكز. الزواج مرتبط بالله بطريقة أو بأخرى ولو انعقد على أساس عائليّ أو اجتماعيّ. ليس صحيحاً تالياً أنّ المسيحية تتطلب الحب بمعناه المألوف عند الإنسان العصريّ او في رومنسيته. ليس في العهد الجديد ما يشبه نشيد الأناشيد أو ما يشبه قول هوشع في مطلع كتابه عن التملّق والملاطفة.
هذا الإعراض عن الحديث في الحب في العهد الجديد سببه – فيما أعتقد – أن الإنجيل ما جاء ليصف الطبيعة اذ تُعاش ولا يحتاج المؤمن الى أن يعلّمه الله عن أمور قائمة في تكوينه الجسدي والنفسي. هذا ما يسمّيه بولس الإنسان الطبيعي أي القائم على صعيد الخَلْق، ثم يصير انساناً روحانياً أي مستمِدًا نفسه من الروح القدس ولو لم يفقد صفاته الطبيعية. تصير ذات اتجاه إلهيّ. الرسول لم يتنكّر للرغبات البشرية الحميدة كالجنس الممارَس حسب الشريعة ليبقى الإنسان غير مدمّر ويستطيع الارتفاع الروحي. المؤمن يتعاطى الجسد المرتبط بالنفس السائرين معًا نحو الروح القدس.
هذا الإنسان المتجدّد بالروح الإلهي يستلم من الله المحبة التي تفوق الأشواق بمعنى أنها تُشرف على الشوق وتُهذّبه وتنقّيه. بدء البدايات أن الله محبة وإذا جئت منها تكون نازلاً من عند الله. وتحيا لاهوته في إطار طبيعة لك هي مدعوة دائما الى أن تبصر القوى الإلهية التي تُقدّسك. وبالقداسة انت في الأرض تتحرّر من نير الأرض وليس من صعود جغرافيّ الى السماء.
هذا يقودني الى ما يقوله الرسول في رسالته الى أهل أفسس متحدّثا عن الزواج اذ يقول: «أيها الرجال أَحبّوا نساءكم كما أَحبّ المسيح الكنيسة» (5: 25). فعل أحبّ، يُحبّ، هو لفظًا، كما في اليونانية «أغابو». وهذا يعني أَحبّوا نساءكم بالمحبة التي ترثونها من الله. هذا لا علاقة له بالعاطفة الطبيعيّة ولا العلاقات الزوجية. بولس لا يدعو المسيحيّين الى تأجّج عاطفيّ اذ يَعلم أنّ هذا لا يحتاج الى وصيّة منه. أنت تبذل نفسك عن زوجتك كما جاد يسوع بنفسه عن الكنيسة أي حتى الموت وهذا ينزل عليك من فوق.