طوّر فريق من الباحثين في الجمعية العلمية الملكية جهازا يمكنه استغلال الكميات المحدودة من بخار المياه في الهواء الجاف لاستخراج مياه صالحة للشرب من خلال تكثيف الرطوبة الموجودة في الهواء، مما يسهم في حل مشكلة نقص المياه في المملكة.
ويُعدّ الأردن من أفقر دول العالم من حيث الموارد المائية، والتي تُستنفذ بشكل أسرع من تجددها.
ويؤدي تغير المناخ إلى تفاقم هذه المشكلة، واستجابة لهذا التحدي، فقد شرع فريق من مركز الأبحاث المتقدمة التابع للجمعية منذ أكثر من ثلاث سنوات إلى تطوير حل يعالج هذه المشكلة من خلال التعامل مع الغلاف الجوي على أنه مصدر مياه غير مستغل حيث يمكن أن يسهم في حل مشكلة نقص المياه بالأردن من خلال ابتكار هذا الجهاز.
وقالت الجمعية العلمية الملكية في بيان إنه يمكن للجهاز الحاصل على براءة اختراع من المنظمة العالمية للملكية الفكرية إنتاج ما يصل إلى 35 لترا من المياه يوميا حتى في ظل الظروف الصحراوية الجافة في الأردن، ويمكن إجراء هذه العملية عدة مرات خلال اليوم لتوفير مياه صالحة للشرب ونظيفة بشكل مستمر.
وأضافت الجمعية أن الفريق بقيادة العالم الباحث كايل كوردوفا -المدير التنفيذي لقطاع البحث العلمي- والباحث حسام المساد وأعضاء الفريق البحثي قاموا بتصميم جهاز جديد لحصاد المياه من الغلاف الجوي من خلال التقاط وجمع الرطوبة بشكل انتقائي من الهواء المحيط وتكثيفها إلى ماء سائل.
وأكّدت الجمعية أنه تم فحص الجهاز والتحقق من فاعليته واعتماده في إطار عملية مراجعة علمية دقيقة، وقد نشرت النتائج في واحدة من أعرق المجلات العلمية في العالم (Nature Communications).
وبيّنت أن الجهاز يستخدم مادة مسامية جزئيا تم تصميمها لالتقاط بخار الماء بكفاءة وانتقائية عالية ومن ثم تركيزه وتكثيفه من الهواء الصحراوي الجاف وبمجرد امتلاء المادة، يتم تحرير بخار الماء من المادة الممتصة عن طريق زيادة درجة حرارة الهواء المحيط بالمادة ثم يتم تكثيف البخار المستخرج لإنتاج الماء السائل الذي تتم تصفيته وإضافة المعادن له ليصبح صالحا للاستهلاك البشري ويمكن أن تكون هذه العملية مزودة بمصدر طاقة خارجي يعمل بالطاقة الشمسية.
وأوضحت الجمعية أن التقرير العلمي لفريق البحث يفصّل كيفية عمل الجهاز باستخدام خوارزمية خاصة تراقب تقلبات المناخ بشكل فعلي لحظي لتحسين إنتاج المياه وتقليل استهلاك الطاقة بشكل مستمر، وأدى ذلك إلى زيادة الإنتاج اليومي من المياه بمقدار ثلاثة أضعاف حتى في الظروف الصحراوية القاحلة مقارنة بأكثر التقنيات فاعلية التي قد تم تطويرها في أماكن أخرى من العالم.
وأشارت إلى أن تكلفة اللتر الواحد من المياه من خلال هذه العملية منخفضة حيث تصل إلى (4 قروش) في حين أن المياه المنتجة توافق معايير الشرب الوطنية في الأردن.
يذكر أن الجمعية العلمية الملكية سجلت هذا الجهاز براءة اختراع عالمية، لتسويقها تجاريا من خلال شركة فرعية تسمى AquaPoro Ventures Ltd ، والتي تهدف إلى تصنيع الجهاز في الأردن لتحقيق الاستقلال والأمن المائي للعائلات والمجتمعات بحلول منتصف عام 2023.
وترى الجمعية العلمية الملكية هذه التكنولوجيا الجديدة إضافة مهمة لمستودع الأدوات التي نحتاج إليها لتوفير حلول مائية عالمية طويلة الأمد.