البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في المؤتمر الدولي الثالث لأساتذة التعليم المسيحي
“لا تنسوا أبدًا أن هدف التعليم المسيحي، الذي هو مرحلة مميزة من البشارة، هو البلوغ للقاء يسوع المسيح والسماح له بأن ينمو فينا” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى المشاركين في المؤتمر الدولي الثالث لأساتذة التعليم المسيحي
استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر يوم السبت في قاعة بولس السادس بالفاتيكان المشاركين في المؤتمر الدولي الثالث لأساتذة التعليم المسيحي وللمناسبة وجه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال إنه لمن دواعي سروري أن ألتقي بكم لأنني أعرف جيدًا التزامكم بنقل الإيمان. لقد أتيتم من بلدان مختلفة وأنتم العلامة على مسؤولية الكنيسة تجاه العديد من الأشخاص: الأطفال والشباب والبالغين الذين يطلبون أن يقوموا بمسيرة إيمان. أعترف أنني أحب موعد الأربعاء جدًّا، عندما ألتقي كل أسبوع بالعديد من الأشخاص الذين يأتون للمشاركة في التعليم المسيحي. إنها لحظة مميزة لأننا، بالتأمل في كلمة الله وتقليد الكنيسة، نسير كشعب الله، ونحن مدعوون أيضًا لكي نجد الأشكال الضرورية للشهادة للإنجيل في الحياة اليومية.
تابع البابا فرنسيس يقول من فضلكم: لا تتعبوا من كونك أساتذة تعليم مسيحي، وليس من إعطاء درس في التعليم المسيحي. لا يمكن للتعليم المسيحي أن يكون مجرّد ساعة مدرسية، وإنما هو خبرة إيمان حية يشعر كل منا بالرغبة في نقلها للأجيال الجديدة. بالطبع، علينا أن نجد أفضل السبل لكي يتناسب نقل الإيمان مع عمر وإعداد الأشخاص الذين يصغون إلينا؛ ولكن يبقى أساسي اللقاء الشخصي الذي نعيشه مع كل فرد منهم؛ لأن اللقاء الشخصي وحده هو الذي يفتح القلب لكي يقبل الإعلان الأول ويرغب في النمو في الحياة المسيحية بالديناميكية ذاتها التي يسمح لنا التعليم المسيحي بتحقيقها.
أضاف الاب الأقدس يقول لا تنسوا أبدًا أن هدف التعليم المسيحي، الذي هو مرحلة مميزة من البشارة، هو البلوغ للقاء يسوع المسيح والسماح له بأن ينمو فينا. وهنا ندخل مباشرة في تفاصيل لقائكم الدولي الثالث، الذي تمحور حول الجزء الثالث من التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية. هناك مقطع من التعليم المسيحي يبدو لي أنه من المهم أن أسلّمه لكم لكونكم “شهودًا لحياة جديدة”، وهو: “عندما نؤمن بيسوع المسيح، ننقل أسراره ونحفظ وصاياه، يأتي المخلص نفسه ليحب فينا أباه وإخوته، أبينا وإخوتنا. ويصبح شخصه، بفضل الروح القدس، القاعدة الحية والداخلية لسلوكنا”.
تابع الحبر الأعظم يقول يا أساتذة التعليم المسيحي الأعزاء، أنتم مدعوون لكي تجعلوا مرئيًا وملموسًا شخص يسوع المسيح، الذي يحب كل واحد منكم، ولهذا السبب يصبح قاعدة لحياتنا ومعيارًا للحكم على عملنا الأخلاقي. لا تبتعدوا عن مصدر الحب هذا، لأنه الشرط لكي تكونوا سعداء وفرحين دائمًا وعلى الرغم من كل شيء. هذه هي الحياة الجديدة التي انبعثت فينا يوم معموديتنا والتي لدينا مسؤولية أن نشاركها مع الجميع، لكي تنمو هكذا في كل فرد منا وتثمر.
لا تخافوا: إذا دعاكم الرب إلى هذه الخدمة، اتبعوه! وستشاركون في رسالة يسوع عينها لإعلان إنجيله وإدخال الأشخاص في علاقة البنوة مع الله الآب.
وخلص البابا فرنسيس إلى القول أرافقكم جميعًا ببركتي. وأوكلكم إلى شفاعة العذراء مريم وأساتذة التعليم المسيحي الشهداء: وهم كثيرون، حتى في أيامنا هذه.
وأسألكم من فضلك ألا تنسوا أن تصلّوا من أجلي!