تناقلت الكنيسة عن المؤسسين الأوائل أنّ البحث قد أعيا الباحثين عن خشبة الصليب.
أمّا وقد عثُر على خشبة الصليب في القدس ويقال أن الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين عثرت على قطعة صغيرة من خشبة الصليب في تركيا، هذا الكشف الهام لصليب المسيح قد أثار الكنيسة الأولى لترفع الصليب على أعلى الجبال وأعالي القمم ليكون الصليب نور العالم يستضاء به ويكون هداية للطالبين بإعتبار أنّ السيد المسيح هو نور العالم.
وفي القرن الثالث عشر قام أحد البابوات بتأسيس يوم ١ أيلول من كل عام ومنذ أكثر من سبعماية عام والعالم يحتفل بعيد إرتفاع الصليب، وقد شكّل هذا اليوم بالإضافة إلى تكريم الصليب تمجيد للمصلوب. الكنيسة الأولى كانت قد رسمت المسيرة المسيحية برسم إشارة الصليب. إنّ إشهار المسيحية على يد قسطنطين ويد أمه هيلانة قد مجّد الحياة ووحّد الكون وإعطائه قيمة لافتة.
وقيمة الصليب ليست في الصليب فحسب بل في جوهر حب المصلوب سيداً للكون لا لأن الصليب قيمة كسيد الكون وبانيه. الصليب قيمة لا يتضح معناها لكل مسيحي إلا بالإيمان أن إرتقاء الله بالصليب والموت هو محبة يبذلها الله للعالم ولم يحدث صدفة. فالقداسة للصليب هي تصور روح الله تفوق الموت الفيسولوجي. فالصليب هو تعبير عن موت المسيح بالجسد وتجسيد الروح ظلّت موجودة. فالصليب هو لغز المسيحية في قوتها وضعفها لأن نور الصليب هو السيكولوجية التي تهز جذور المسيحية في رسم إشارة الصليب. فرفع الصليب هو رفع لإراة المسيح في حبه للمصلوب وتجسيد لألوهية ما أراده الله لنا. فيا صليب المسيح كن للمسيحية عونا دائماً وكن لنا نوراً نستضيء به طالما على ما بقي العالم شاهدا على الألوهية. فصليب المسيح هو تأكيد للألوهية وشاهد على القدرة وخارق للعقل في ضرورة قبول الصليب كحقيقة لوجود المسيح.
الصليب رمز الوجود وحكمة العقل وإرادة الحياة. الصليب مثال القوة والقدرة وعنوان القيامة للمؤمن وبوصلة التوجه للهدف السماوي. الصليب فخر البشرية وفخر الوجود وقيمة للحياة ومعناها وهدفها. لكل إنسان صليبه من الآلام ولكل نصيبه من العلاج، فالصليب هو الحياة وهو النور وهو البقاء لا الفناء.