حصلت على هذه النشرة خلال زيارتي الى دير القديسة تقلا في معلولا بتاريخ 9/9/2010
لماذا تحتفل معلولا بعيد الصليب بشكل مميز وتشتهر به ؟..
في عام 325 م تولى الملك قسطنطين عرش المملكة في القسطنطينية بعد سنين مديدة من الاضطهاد الروماني الوثني للمسيحية. وكانت أمه الملكة هيلانة قد ربته التربية المسيحية الحقة القائمة على خوف الله تعالى .
وقد اتصف حكم هذا الإمبراطور بالعدل والإنصاف والحرية العامة كما هو معلوم تاريخياً لدينا جميعاً. وكان أشهر أبرز مراسيمه الملكية هو أنه جعل المسيحية دين الدولة. وهكذا شرع المسيحيون في بناء الكنائس لممارسة العبادة فيها علناً.
وقد قرعت النواقيس دونما حذر وخوف من أعداء المسيحية. وصارت المعابد تغص بالمؤمنين الساجدين لله بالروح والحق. وحدث أن ألهمت روح التقوى الصادقة القديسة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين القيام بمهمة تاريخية مقدسة خدمة للعقيدة المسيحية والكنيسة مر الاجيال فيما بعد ونتخلص هذه المهمة في أن القديسة أرادت أن تنقب عن خشبة الصليب التي رفع عليها السيد المسيح لبذل دمه حباً بالإنسان على مر الأجيال .
ففي ذات يوم تحدثت الملكة الأم إلى ابنها الإمبراطور قائلة : يا بني ها انك قد أعطيت الشعب حريته في العبادة وممارسة الصلاة ولكننا لم نعرف أين هو الصليب المقدس الذي رفع عليه المسيح لنرفعه على الكنائس، فما كان من الإمبراطور إلا أن أمر حاشيته بتجهيز المال والعتاد والرجال وتسيير قافلة إلى الأراضي المقدسة في فلسطين للبحث عن مكان وجود الصليب، وكانت الملكة الأم على رأس هذه القافلة التي قصدت الأراضي المقدسة متخذة من قمم الجبال محطات لها وعينت في كل منها زمرة من العسكر قائلة لهم : إن شاهدتم النار مشتعلة على قمة الجبل الذي أمامكم يعني هذا أن صليب المسيح وجد. فما عليكم إلا أن تشعلوا أنتم النار أيضاً لإعلام ذلك إلى من يليكم من البلدان حتى القسطنطينية .
وكان للملكة خادمة يهودية من القدس الشريف اصطحبتها معها لتلتقي أبويها هنال أو لعل ذلك كان محاولة من الملكة لتستفيد منها في مهمتها المقدسة .
ووصلت الملكة وصحبها ومن معها إلى القدس.
والتقت الخادة اليهودية بأبيها وسألته عما يعرف عن المكان الذي صلب فيه المسيح بناء على ما عرفه من السلف عن هذا الأمر. فأجابها أبوها قائلاً : انظري يا ابنتي إلى تلك التلة التي تدعى بستان الريحان. وفي إحدى زواياه وضعت الصلبان، وبأمر من الجنود الرومان آنذاك طمرت بركام من النفايات لطمس المعالم. فنقلت الخادة اليهودية كلام أبيها هذا إلى الملكة هيلانة سراً. فنادت الملكة على السكان المقيمين في ذلك المكان قائلة : من كان منكم بحاجة الى مال فليأت إلى هنا. وبدأت تنثر الدراهم الذهبية على الأرض لتشجيعهم على التنقيب والحفر. وبدأ الأهالي يتزاحمون في عمليات الحفر والتنقيب والتقاط الدراهم. وكلما توقفت الأهالي عن التنقيب تعود الملكة وترمي من جديد بالدراهم الذهبية على الأرض مستحثة إياهم على تابعة الحفر والتنقيب وهكذا دواليك حتى ظهرت لهم خشبات الصلبان الثلاثة. صليب السيد المسيح وصليبا اللصين الذين صلبا معه. فحاروا في أمرهم متسائلين : ترى أي هو صليب السيد المسيح ؟... فتذكرت الملكة هيلانة أعظم أعجوبة للسيد المسيح وهي إقامة الموتى، فطلبت ثلاثة أموات كانوا قد دفنوا حديثاً ووضعت كل منهم على خشبة الصلبان الثلاثة فإذا بأحدهم يفتح عينيه ويرفع يده اليمنى للشهادة. وللحال صرخ جميع الحضور : هذا هو صليب المسيح، فأمرت الملكة بإشعال النار على قمة جبل الجلجلة إعلاناً لذلك، فلما رأى المتواجدون النار على قمة جبل الشيخ سارعوا بدورهم لإشعال النار وتبعهم في ذلك على التوالي جميع الزمر المتواجدة على قمم الجمال وصولاً إلى مشارف القسطنطينية وعندئذ عرف الإمبراطور قسطنطين بأن والدته بلغت ما أرادت. وحينئذ احتفل برفع الصليب المقدس في القسطنطينية بعد نقله إلى هناك وذلك بتاريخ 14 أيلول من ذلك العام .
لأجل هذا، ما زالت بلدة معلولا تحتفل بذكرى هذا الحدث العظيم من كل عام وتمتاز به عن سائر الأماكن الأخرى التي تحتفل به لاعتقاد أهلها الراسخ بأن قمة جبل معلولا كانت إحدى القمم التي أشتعلت عليها النار للإعلان عن العثور على خشبة الصليب المقدس .
والكنيسة المقدسة تردد أنشودة خاصة بهذه المناسبة الشريفة مرنمة :
خلص يا رب شعبك شعبك وبارك ميراثك، وامنح عبيدك المؤمنين الغلبة على الأعداء. واحفظ بقوة صليبك جميع المخنصين بك . آمين
عن/
دير القديسة تقلا في معلولا
حصلت على هذه النشرة خلال زيارتي الى دير القديسة تقلا في معلولا بتاريخ 9/9/2010
سامي هلسا