“لو كنت ها هنا لما مات أخي”
إن هذه الكلمات، التي خرجت من فم مريم أخت لعازر مخاطبة الرب، تحمل بعداً عميقاً.
هو السؤال الكوني الخالد عن الألم وغياب الله الظاهر.
سؤالها (“أين كنت عندما مات أخي؟”) هو سؤال كل العصور: أين الله عندما يعاني الأبرياء و يموتون؟ عتاب كوني وكياني.
غير أنّ جواب يسوع على الألم ليس بنظري؛ بدلا من ذلك يصاب بالضيق ويسأل: “أين وضعتموه؟” وعندما يصل امام القبر يدمع داخلاً في عجز الناس وألمهم.
وبعد ذلك، يقيم لعازر من بين الأموات.
فيما بعد، يحدث أمر مماثل: الآب لا يتدخل ليلغي صليب يسوع، حتى عندما يتعرض القدوس للسخرية والاستهزاء به هناك.
بدلاً من ذلك، يسمح أن يموت مرتفعاً على الصليب ليرفعه فيما بعد قائماً.
ما نستخلصه من حدثي الموت و القيامة هنا، صالح لحياتنا.
إنّ الله الذي نؤمن به لا يتدخل بالضرورة لينقذنا من المعاناة والموت (على الرغم من أننا مدعوون للصلاة من أجل ذلك). وبدلاً من ذلك، يقوم بأمر أعظم يفدي فيه معاناتنا بعد ذلك.
يذكرنا الأب رولهايزر بأهمية الثقة بالله، يقول إن لامبالاة الله الظاهرة تجاه المعاناة تبقى لغزًا يترك العقل مرتبكًا فقط إذا نسيت أن تسلم نفسك بثقة… لا شيء آخر يمكن أن يعطيك إجابة.
وهذا ليس بسهل فالكثير من الأشخاص الذين تعرضوا للأذى بوحشية ظالمة يصعب عليهم تقبل فكرة أن لهم إلهًا كلي القدرة يهتم.
اليوم، تستذكر الكنيسة قديساً محبوباً… تحمل الألم و نظر إليه عاملاً مُقدساً.
هو بيو القديس الذي كان يردد لأبنائه الروحيين: “إنّ الحياة ترسل الصلبان ولا يتعين علينا اختراعها…. و لكن يبقى الاّ نكون لص الشمال بل بالحري لص اليمين.”
أحيانًا يكون الجواب الوحيد على سؤال المعاناة والشر هو الجواب الذي أعطاه يسوع لمريم ومرثا – عجز مشترك، ضائقة مشتركة، ودموع مشتركة، مع عدم محاولة تفسير غياب الله الظاهر، بل بالأحرى الثقة فيه و بحكمته، لأنّ الله محب وكلي القدرة، وفي النهاية سيكون كل شيء على ما يرام وسيُفدي ألمنا يومًا ما في حضن الله.
اليوم، وكلام القديس بيو أمامنا فلننظر الى الله الذي شاركنا ألمنا وإذا أردنا هو سيفتح لنا باب إنتصار أوسع بكثير مما خططنا.
اليوم، نصلي من أجل ثقة بالرب تتحدى ألم واقعنا وموتنا وصليب ثقل علينا وتكون قادرة ان تبدد ظلمتنا.
المصدر تأملات موقع زنيت