رسالة للجمعية العامة لسينودس الأساقفة في الذكرى الستين لافتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني


كان ارتباط سينودس الأساقفة بالمجمع الفاتيكاني الثاني وانطلاق الجمعيات العامة للسينودس من تعليم المجمع، ما ينطبق أيضا على المسيرة السينودسية الحالية، محور رسالة أصدرتها اليوم الأمانة العامة لسينودس الأساقفة عشية الذكرى الستين لافتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني في ١١ تشرين الأول أكتوبر ١٩٦٢.


يصادف الثلاثاء ١١ تشرين الأول أكتوبر الذكرى الستون لافتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني، ولهذه المناسبة أصدرت الأمانة العامة لسينودس الأساقفة رسالة بدأت بالتشديد على كون هذه الذكرى لحظة نعمة خاصة وذلك للسينودس أيضا، والذي يشكل ثمرة لذلك اللقاء المسكوني، بل هو من بين أثمن ما للمجمع الفاتيكاني من إرث حسب ما كتب البابا فرنسيس في الدستور الرسولي Episcopalis Communio. فقد أسس البابا القديس بولس السادس سينودس الأساقفة في بداية المرحلة الرابعة والأخيرة من المجمع في ١٥ أيلول سبتمبر ١٩٦٥ وذلك انطلاقا من طلب عدد كبير من آباء المجمع.

وتابعت الرسالة أن هدف السينودس كان ويظل استمرار المجمع الفاتيكاني الثاني في حياة الكنيسة ورسالتها وأيضا تعزيز استفادة شعب الله من تعاليم المجمع، مع إدراك أن هذا المجمع، وكما كتب البابا القديس يوحنا بولس الثاني، يمثل النعمة العظيمة التي نالتها الكنيسة في القرن العشرين. وأضافت الأمانة العامة لسينودس الأساقفة أن هذه الواجبات لم يتم الانتهاء منها، وذلك لأن استقبال تعليم المجمع هو مسيرة متواصلة، بل ولا تزال في بدايتها في بعض الجوانب. أكدت الرسالة بعد ذلك أن السينودس قد وضع نفسه دائما خلال هذه العقود في خدمة المجمع مساهما في تجديد وجه الكنيسة، وذلك في أمانة عميقة للكتاب المقدس والتقاليد الحية وفي إصغاء متنبه إلى علامات الأزمنة. وأضافت الأمانة العامة أن الجمعيات العامة لسينودس الأساقفة، سواء كانت اعتيادية أو استثنائية أو خاصة، كانت كلها مفعمة بالقوة الحيوية للمجمع والذي تعمقت هذه الجمعيات العامة في تعاليمه وفتحت إمكانياته أمام مشاهد جديدة معززة الانثقاف بين الشعوب المختلفة.

توقفت الأمانة العامة لسينودس الأساقفة بعد ذلك عند المسيرة السينودسية الحالية والمتمحورة حول السينودسية في حياة الكنيسة ورسالتها، وأكدت أن هذه المسيرة تتم في إطار المجمع، وأضافت أن السينودسية موضوع مجمعي وإن لم يكن هناك استخدام لهذا المصطلح في الوثائق المجمعية. وذكرت الرسالة هنا أن الوثيقة الرئيسية لسينودس ٢٠٢١ – ٢٠٢٣ هي عقيدة المجمع الفاتيكاني الثاني وخاصة لاهوت شعب الله، حيث تتحدث الوثيقة المجمعية الدستور العقائدي للكنيسة “نور الأمم” عن شعب “حاله حال الكرامة وحريّة أبناء الله، في قلوبهم يسكن الروح القدس سكناه في هيكله”.

ثم أشارت الرسالة إلى الكلمات التي أراد البابا فرنسيس إدراجها في موضوع سينودس الأساقفة حول السينودسية لتصبح الكلمات المحورية، أي الشركة والمشاركة والرسالة، وهي كلمات مجمعية في المقام الأول. وواصلت الأمانة العامة للسينودس أن الكنيسة التي نحن مدعوون إلى الحلم بها وبنائها هي جماعة من نساء ورجال تجمعهم، بفضل الإيمان والمعمودية والإفخارستيا، شركة مع الله الثالوث، نساء ورجال يشاركون بفعالية معا، وفي تنوع الخدمات والمواهب المتلقاة، في إحلال ملكوت الله بشغف إرسالي من أجل أن يحملوا إلى الجميع الشهادة الفرِحة للمسيح مخلص العالم الوحيد.

وفي ختام الرسالة التي أصدرتها لمناسبة الذكرى الستين لافتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني في ١١ تشرين الأول أكتوبر ١٩٦٢ أرادت الأمانة العامة لسينودس الأساقفة التذكير بكلمات البابا بندكتس السادس عشر حين تحدث عن كون البعد السينودسي من الركائز المؤسِّسة للكنيسة، وأضاف أن هذا البعد يعني المجيء معا من كل شعب ومن كل ثقافة ليكون الجميع واحدا في المسيح والسير معا خلفه، هو الذي قال “أنا الطريق والحق والحياة”. ثم ذكَّرت الرسالة بما قال البابا فرنسيس لمناسبة مرور ٥٠ سنة على تأسيس السينودس حين أكد بدوره على كون المسيرة السينودسية بُعدا مؤسسا للكنيسة واصفا إياها بالمسيرة التي ينتظرها الله من كنيسة الألفية الثالثة.