منذ زمن لم يكن الخليج يُعير إهتماماً للحوار الديني، ولم يكن يطلق على تعدد الأديان سوى كلمة الشركاء أو المشاركة في السكن والأرض، وهي تسميات لا علاقة لها بالمواطنة، ذلك أنّ المواطنة كروحية سيكولوجية جنينية تتبلور وتترجم في الواقع المعاش بالمشاركة وهي كلمة لا تدّل على المواطنة التي تنضوي تلقائياً على المشاركة الوطنية.
فإنكسار هذه الحلقة يُسبغ العبث والفساد على المشاركة ويتلاعب بالمشاركة كما يشاء البعض تسميتها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فحين تنطوي الروحية والسيكولوجية على المواطنة تترجم في الواقع أنها أصالة الوجود التاريخي، وقد صرّح جلالة الملك عبد الله الثاني في الأمم المتحدة أن المسيحيين هم أصلاء وأساس في الوجود بالأردن بإعتبار أنَّ المواطنة هي الأساس بالوجود.
ففي 3/11/2022 سيعقد في البحرين مؤتمر الحوار الديني بحضور البابا فرنسيس كممثل للكنيسة وكذلك فضيلة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر كممثل للمسجد، وهذا المؤتمر من الأهمية بمكان حيال مفهوم التعدد الديني.
إن مفهوم الوطنية ينطلق من النبع الأساس وهو أن الوطن للجميع لا لفئات، معينة والمقاربة بين الوطنية والمشاركة لا يعطي مفهوم الوطنية المعنى الدقيق. وتَعدُّد الأديان ضمن الوطن الواحد يمنح الوطن قوّة وشعبه سيكولوجية راسخة في حين أن الشراكة والمشاركة هي تلاعب على الواقع.
من هنا يشعر المرء أنه إبن لله وللوطن لا ابن للشريك. والتعدد حين ينبع من نبع واحد تحلو سواقيه وتنمو أشجاره ونباتاته على أرض واحدة اسمها الوطن، والقفز على الوطن هو قفز في الهواء وقد يؤدي إلى السلبية التي قد تحدث فجأة، لهذا جاءت كلمة جلالة الملك حول المواطنة تتدفّق بالسلولوجية الراسخة بالداخل والواقع قد يُتَرجم الداخل أو لا يترجم، فهل يفهم البعض أنّ مفهوم الوطن هو مفهوم وجود؟