بدأ البابا فرنسيس زيارته للبحرين كرئيس للكنيسة في العالم بتصريحاتٍ خارقة للعرف والتقاليد البحرينية مندداً بعقوبة الإعدام وملقيا النقد والهجوم على مفاهيم القهر والظلم ومستنداً للدعوات إلى العدالة والتسامح والعفو.
ولعّل ما أثارته رسالة المعارضة البحرينية إلى البابا قبل وصوله إلى البحرين قد أثمرت، ولقد كانت شجاعة البابا فرنسيس في الدعوة إلى إلغاء عقوبة الإعدام مثيرة للإهتمام والنظر لأسباب مثيرة للإلتفات حول سمو الدعوة وما فيها من روحية إنسانية وأخلاقية ولما تنطوي عليه من روحية سماوية.
جدير بالذكر أنّ البحرين ومنذ سنوات طويلة تسلك مع السعودية سبيل الإعدام والقهر في السجون الزنازن وممارسة الظلم اللافت، فالبحرين دولة أو كيان صغير المساحة والسكان وجيشه وأمنه ضئيل ودخله المالي قليل وليس كالإمارات مثلاً أو قطر أو الكويت ومعظم سكانه ممن يعملون به من العرب والهنود وجنوب شرق آسيا والصين . من هنا كان من المفروض أن تتبع سبيل التسامح خاصة مع الشيعة الذي يشكلون فئة كبيرة في البحرين. وإذا ما نظرنا إلى دعوة البابا إلى إلغاء عقوبة الإعدام وممارسة الظلم والقهر والإستعباد فإننا نشيد بهذه الدعوة لأنها تجيء كتحد للسلطات البحرينية ولأنّ الدعوة انطلقت من بلد إسلامي وسط الخليج. ثانياً، ولأن الدعوة تشكّل لفت نظر قاسية إلى إنسانية الإنسان وأخلاقيات الدول في التعامل والتعاطي مع شعوبها. ثالثا، وهي درس لدول العالم التي تمارس المذهبية والتمييز العنصري على مسلمي الفلبين والروهينغا والصين حتى بريطانيا والسويد وهولندا وبعض دول إفريقيا وفرنسا نخلص إلى النتيجة التالية: إن دعوة البابا ضد الإعدام والقهر والظلم والعبادة الدينية وسلوك سبيل الحق والعدالة هي دعوة سامية تنطوي على رُقي أخلاقي وسياسي عظيمين، كما أن شجاعة الدعوة تسمو إلى مراتب سماوية وإنسانية.
ونتمنى على البابا الطلب لزيارة السجون التي تضم 1500 سجين، ويبدو أن معظم البحرينيين المجنّسين البالغ عددهم 80000 لهم حقوق أكثر من السكان الأصليين.