الكاردينال بارولين: زيارة البابا فرنسيس إلى البحرين علامة وحدة وحوار في فترة مأساوية من التاريخ

كانت زيارة البابا فرنسيس إلى البحرين، محور مقابلة لموقع فاتيكان نيوز مع الكاردينال بييترو بارولين توقف فيها عند معنى هذه الزيارة وأهميتها في عالم اليوم الذي يسوده التوتر.
أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين. وكان السؤال الأول حول كيفية ولادة فكرة هذه الزيارة والتي هي الأولى لحبر أعظم إلى مملكة البحرين، وقال الكاردينال بارولين في إجابته إن الزيارة تأتي استجابة لدعوة وجهها ملك البحرين إلى الأب الأقدس كانت بشكل غير رسمي في البداية ثم أخذت الطابع الرسمي من خلال رسالة شخصية. وأشار أمين السر إلى تزامن الزيارة مع انعقاد منتدى البحرين للحوار من أجل التعايش السلمي، وتابع متحدثا عن تلقي البابا فرنسيس بعد ذلك دعوة أيضا من الكنيسة المحلية من خلال المدبر الرسولي المطران هندر. هذا وأراد الكاردينال بارولين انتهاز فرصة هذه المقابلة للإعراب عن الامتنان العميق لملك البحرين والسلطات والكنيسة في المملكة، وذلك على الدعوة وأيضا على ما تم القيام به من تحضيرات لاستقبال الأب الأقدس.

وفي إجابته على سؤال حول مشاركة البابا فرنسيس في ختام منتدى “حوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني”، وحول الرسالة التي يريد قداسته توجيهها في الإطار العالمي الحالي، تحدث أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان عن أن رسالة المنتدى ومشاركة قداسة البابا فيه هي علامة وحدة في فترة حساسة ومعقدة بل ومأساوية في تاريخنا.
وتابع مشيرا إلى الدعوة إلى الحوار واللقاء بين الشرق والغرب وذلك في بلد متعدد الإثنيات والثقافات والأديان، وإلى القدرة على العيش معا والتعاون. وأراد الكاردينال بارولين التذكير من جهة أخرى بلقاءين للأب الأقدس في إطار منتدى البحرين، وهما اللقاء مع مجلس حكماء المسلمين ثم لقاء مسكوني. تظل الرسالة بالتالي رسالة وحدة وتناغم وسلام في عالم تطبعه التوترات والمواجهات والنزاعات.

هذا ومن بين ما تطرق إليه الكاردينال بييترو بارولين الخيط المشترك الذي يجمع الكثير من زيارات البابا فرنسيس، ألا وهو التشديد على التناقض التام بين الله والكراهية، بين الدين والعنف، وأن مَن يقبل الكراهية والعنف ينزع عن الدين طبيعته.
وأشار أمين السر إلى أن هذا ما تحدّث عنه البابا فرنسيس في زيارات كثيرة مثل زيارته الإمارات العربية المتحدة حيث وقّع مع فضيلة شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب وثيقة الأخوّة الإنسانية، أو الزيارة الأخيرة إلى كازاخستان حيث تطرق الأب الأقدس إلى التنقية من الشر وذلك أمام محاولات التلاعب بالدين واستغلاله لأغراض غير دينية بل تتعلق بالسلطة، كما وشدد قداسته على ضرورة توحيد الجهود حيث بإمكان الدين أن يكون عاملا للمصالحة والسلام، الاندماج والتناغم.

هذا ومن بين ما شدد عليه الكاردينال بارولين أن البابا فرنسيس هو صوت أعمق تطلعات الأشخاص الذين لا تُحترم حقوقهم الأساسية في الحياة والدمج والمشاركة في خيور الأرض. وفي زيارته إلى البحرين أيضا، واصل أمين السر، سيكون قداسته صوت مَن لا صوت له مهتما بمن هم في الضواحي. وأضاف أن هذه قيم معلَنة في دستور البحرين الذي ينص على تفادي أي تمييز على أي أساس كان. وأجاب الكاردينال بارولين من جهة أخرى على سؤال حول العلاقة بين الكرسي الرسولي ومملكة البحرين، حيث الإسلام هو الدين الأساسي بينما يشكل الكاثوليك أقلية صغيرة، وذكَّر أمين السر بإقامة العلاقات سنة ٢٠٠٠ وأضاف أنه يرى هذه العلاقات جيدة وأنه كان هناك دائما من قِبل سلطات الدولة احترام وتعاون إزاء الكاثوليك سواء إزاء المؤمنين أو مع النائب الرسولي. وواصل أن زيارة البابا فرنسيس ستكون فرصة للقاء هذه الجماعة وتشجيعها في حياتها ورسالتها.

وفي ختام المقابلة التي أجراها موقع فاتيكان نيوز مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين تمت الإشارة إلى أهمية كاتدرائية سيدة شبه الجزيرة العربية في عوالي سواء بالنسبة للجماعة الكاثوليكية من أجل عيش إيمانها، أو كعلامة للاحترام والانتباه من قِبل سلطات مملكة البحرين. وتجدر الإشارة إلى أن حجر أساس الكاتدرائية كان قرميدا من الباب المقدس لبازيليك القديس بطرس أهداه البابا فرنسيس لهذا الغرض خصيصا.