افتُتح في واشنطن العاصمة معرض بعنوان “أجراس بيت لحم: أصوات من كنيسة المهد” ، تم تنظيمه بالتعاون مع متحف الأرض المقدسة التابع لحراسة الأرض المقدسة ومؤسسة بيت لحم للتنمية، وذلك في متحف الكتاب المقدس في واشنطن.
ويقدم المعرض ستة أجراس من كنيسة المهد، تعود إلى القرن الثاني عشر، ومجسما للكنيسةعينها مصنوع يدوياً من خشب الزيتون ويعود تاريخه إلى أوائل القرن العشرين. إنها المرة الأولى التي تُعرض فيها كل هذه العناصر خارج بيت لحم والقدس.
حضر مراسم الافتتاح كل من، حارس الأرض المقدسة الأب فرانشيسكو باتون، ومفوضالأرض المقدسة في الولايات المتحدة، الأب دافيد جرينير، اضافة إلىحارس الدير الفرنسيسكاني في واشنطن الأب رمزي صيداوي. وممثلاً عن المؤسسات التي تروّج لهذا الحدث، حضر الاحتفال أيضاً الأب استيفان ميلوفيتش، مسؤولقسم الارث الثقافي في حراسة الأرض المقدسة ومتحف الأرض المقدسة، والسيدة خلود دعيبس، مديرة مؤسسة بيت لحم للتنمية. كما وشارك في الحفل أيضاً ثلاثة محاضرين، هم: الدكتور جيفري كلوها، مدير متحف الكتاب المقدس، والدكتور بن ويذرنجتون الثالث، أستاذ العهد الجديد لدراسات الدكتوراه في مدرسة آشبوري اللاهوتية، والسيد جورج الأعمى، المؤرخ والخبير في الدراسات الفلسطينية .
وفي أثناء تقديمه للمعرض، وجه الأباستيفان ميلوفيتش شكره إلى المشاركين وإلى كل من ساهم في تحقيق هذا الحدث الهام، مؤكداً على أهمية هذا النوع من المبادرات للتعريف بالأرض المقدسة وكنوزها. وتابع قائلاً: “نحن مدعوون، بصفتنا فرنسيسكاناًمنتمينلحراسة الأرض المقدسة، للمحافظةكل يوم على الأماكن المقدسة، ولكن للمحافظة أيضًا على تاريخ هذه الأماكن والتواصل معه: علينا أن نكون جسورًا بين الأرض المقدسة والعالم”.
من ناحيته، علق مدير المتحف، جيفري كلوها، قائلاً: “لا يسعني التفكير في معرض أكثر ملاءمة لعيد الميلاد المجيد، من كنيسة المهد نفسها. قرن بعد قرن، قام المسيحيون بالحج إلى الموقع الذي فيه حدد التقليدمسقط رأس يسوع. يشرفنا وبشدة أن نكون قادرين، ولأول مرة في التاريخ،على عرضهذه العناصر النادرة التي تظهر تاريخ الكنيسة الطويل والألحان العديدة لليتورجيا التي ملأت قاعاتها وساحاتها على مر القرون “.
تعتبر كنيسة المهد في بيت لحم، والتي تمثل تقليديًا مسقط رأس يسوع، واحدة من أقدم كنائس العالم التي استمرت الصلاة فيها دون انقطاع، إذ نجت من النزاعات وتغيير الأنظمة والحرائق والزلازل. تمت إضافة العديد من اللوحات والفسيفساء، اضافة إلىالجرسيتان والأرغن الأنبوبي في القرن الثاني عشر. في القرن الثالث عشر، تمت تغطية الأجراس بالدهن الحيواني -لحمايتها من الصدأ- ودفنها لحمايتها من الغزاة. وقد تم اكتشافها من جديد خلال مشروع بناء أقيم في بيت لحم عام 1906. ازدَل اكتشاف عام 1906 الستار عن ثلاثة عشر جرسًا مصنوعاً من البرونز ومائتين واثنين وعشرين أنبوبًا نحاسيًا يعود إلى القرون الوسطى استخدم في بناء أرغن الكنيسة. نُقلتستة من هذه الأجراس الثلاثة عشر إلى واشنطن بلفتة لطيفة منحراسة الأرض المقدسة ومتحف الأرض المقدسة في القدس، وستتم اعادتها لاحقاًإلى المعرض الدائم. وقد تعاونت في انجاز هذا المعرض أيضاً مؤسسة بيت لحم للتنمية، التي لعبت دورًا حيويًا في ترميم الكنيسة.
كجزء من فعاليات افتتاح المعرض، أقيمتمحاضرةللمؤرخ وباحث العهد الجديد بن ويذرنجتون الثالث، ناقش فيها ما نعلمهاليوم عن تاريخ بيت لحم خلال القرن الأول،في صلته بالأناجيل المقدسة. أخيرًا، قدمالمؤرخ جورج الأعمى، المقيم في بيت لحم، توضيحاً لأعمال الترميمالتي تمت مؤخراً في كنيسة المهد،ووصفاًلنمط الأعمال اليدوية الخشبيةفي الكنيسة منذ قرن مضى.