تم قبل أيام تقديم كتاب أصدرته المكتبة ودار النشر الفاتيكانية يجمع كلمات وتأملات البابا فرنسيس حول السينودسية.
وأجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع كل من الكاردينال ماريو غريك الأمين العام للسينودس والراهبة الأخت ناتالي بيكار وكيلة الأمانة العامة للسينودس عقب مشاركتهما في تقديم هذا الكتاب.
“السير معا. كلمات وتأملات حول السينودسية”، هذا عنوان كتاب أصدرته المكتبة ودار النشر الفاتيكانية يجمع كل مداخلات البابا فرنسيس حول السينودسية منذ انتخابه خليفة للقديس بطرس وحتى اليوم. وقد تم تقديم هذا الكتاب قبل أيام في مؤتمر صحفي تحدث في بدايته لورنسو فاتسيني مسؤول المكتبة ودار النشر، ثم أندريا موندا مدير جريدة أوسيرفاتوري رومانو كمنسق للمؤتمر الصحفي الذي تحدث خلاله كل من الكاردينال ماريو غريك الأمين العام للسينودس والراهبة الأخت ناتالي بيكار وكيلة الأمانة العامة للسينودس. وشدد مدير أوسيرفاتوري رومانو في كلمته على أهمية هذا الإصدار الجديد والذي يقدم، حسب ما ذكر، الطريق الذي يطلب منا البابا السير عليه، أي حيثما يوجد الرجال والنساء.
هذا وعقب اختتام المؤتمر الصحفي لتقديم الكتاب أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع كل من الأمين العام ووكيلة الأمانة العامة للسينودس. وتحدث الكاردينال ماريو غريك عن الكتاب فقال إنه يرشدنا إلى حيثما ينبض قلب الراعي، وتابع أن البابا فرنسيس من خلال تعليمه يريد مساعدة الكنيسة على اكتشاف ذاتها، أي كونها كنيسة سينودسية. وفي إجابته على سؤال حول إلى مَن يوجَّه هذا الكتاب الذي يجمع مداخلات الأب الأقدس قال الأمين العام إنه موجه إلى شعب الله بكامله حيث تتميز كلمات البابا ببساطة وعمق في الوقت ذاته. وعن أكثر المقاطع التي أثرت فيه قال الكاردينال غريك إنه المقطع الذي تحدث فيه البابا فرنسيس عن ضرورة أن يصغي أسقف روما أيضا إلى شعب الله.
تطرقت المقابلة بعد ذلك إلى المسيرة السينوسية وقال الأمين العام للسينودس والذي التقى البابا فرنسيس مؤخرا إن الأب الأقدس راضٍ بشكل كبير ويشجعنا على السير قدما مع التشديد على عدم استبعاد أحد. ثم أجاب الكاردينال غريك على سؤال حول كيفية تغير الكنيسة بفضل المسيرة السينودسية، فقال إن هناك تغيرا إلى الأفضل وأضاف أن هذا ما لمسه أيضا بعد قراءته التقارير التي تلقتها الأمانة العانة من مجالس الأساقفة والتي تجمع منذ الآن ثمار هذا السينودس حسب ما ذكر. ووجه الأمين العام بالتالي رسالة إلى الجميع قائلا إن لدى كل منكم شيئا يمكنه أن يساهم به من أجل خير الكنيسة، ومع العمل من أجل خير الكنيسة فإننا نعمل أيضا من أجل خير البشرية. أما إلى الرعاة فكانت دعوة الأمين العام إلى الإصغاء إلى شعب الله الذي لديه القدرة على منح قوة لخدمة الرعاة، هذا بالطبع مع عدم نسيان البعد الروحي، فإذا غاب الروح القدس لا نكون مسيحيين، ولا تكون الكنيسة كنيسة ولا السينودس سينودسا.
أما الراهبة الأخت ناتالي بيكار وكيلة الأمانة العامة للسينودس فتحدثت خلال المقابلة التي أجرتها معها إذاعة الفاتيكان عن أهمية هذا الكتاب واصفة البابا فرنسيس ببابا السيندوسية. وأضافت أن هذا الإصدار الذي يجمع كلمات وتأملات الأب الأقدس حول السينودسية يمكن اعتباره دليلا حول كيفية عيش السينودسية وتطبيقها انطلاقا من رؤية البابا فرنسيس حول الكنيسة السينودسية. وتابعت أن هذا الكتاب موجه إلى الجميع وذلك لأن السينودسية هي دعوة الله إلى كنيسة الألفية الثالثة من أجل جمع المعمَّدين في مسيرة وعلينا مواصلة السير معا، الكتاب هو بالتالي موجه إلى المعمَّدين جميعا. وعن لقاء البابا فرنسيس مؤخرا رؤساء الجمعيات القارية للسينودس قالت الأخت بيكار إنه كان لقاء حوار، وذلك لأن البابا فرنسيس يركز على الإصغاء والحوار، ووصفت هنا الأب الاقدس وأسلوبه بنموذج للسينودس.
وفي تطرقها إلى تأثير المسيرة السينودسية على الكنيسة تحدثت وكيلة الأمانة العامة عن مسيرة ارتداد طويلة، فالكنيسة مدعوة إلى ارتداد سينودسي بشكل تدريجي لأن هذه مسيرة نضج. وأعربت في هذا السياق عن السعادة لرؤيتها كيف نشر جميع مَن شاركوا في هذه المسيرة على صعيد الكنائس المحلية الفرح والرغبة في مواصلة المسيرة السينودسية. تحدثت الأخت بيكار من جهة أخرى عن لمسها جمع الكنائس المحلية، وخاصة تلك التي تواجه أوضاعا صعبة لثمار السينودسية، حيث شاركت هذه الكنائس رغم الحروب والعنف في المسيرة السينودسية. وأضافت أن البابا فرنسيس قد أعرب خلال لقائه الجمعيات القارية عن تأثره بأن الخبرة السينودسية في زمن الأزمة هذا قد منحت رجاءً أكبر.