صدراليوم عن مجلسِ رؤوساءِ الكنائسِ في الأُردن بيانا هاما وتاليا نصه :
الأبناءُ الأحباءُ؛
في هذه المواسمِ الإلهيَّةِ المباركةِ ونحنُ نستعدُ لاستقبالِ عيدِ الميلادِ المجيدِ ورأسِ السّنةِ الجديدةِ، قلوبُنا تدمعُ وتعتصرُ لِما حدثَ بأبناءِ عائلتِنا الأردنيَّةِ منْ أفرادِ قواتِ الأمنِ العامِ واستشهادِ البعضِ مِنهم، وإصابةِ آخرينَ أثناءِ قيامِهم بواجبهِم الوطَنِيّ. وكونُّ الأُردنّ بقيادتِهِ وأبنائهِ جسداً واحداً لا يمكنُ تجزأتُهُ، فإنَّنا نقفُ معَ جميعِ أبناءِ هذا الوطنِ في ضيقاتِهم. وبِناءً على هذه الأحداث الآليمة الّتي يتعرضُ لها الجسدُ الوطنيَّ فقد عقدْنا اجتماعاً استثنائياً لمجلسِ رؤساءِ الكنائسِ في الأُردنّ واتخَذْنا قراراً بإلغاء كافةِ احتفالاتِ عيدِ الميلادِ المجيدِ ورأسِ السنةِ، والاقتصارِ على الشعائرِ الدينيّةِفي الكنائسِ تضامناً مع الوطنِ وجهازِ الأمنِ العامِ وعائلاتِنا المحزونينَ الذينِ قدمُوا أبناءهم الأحرارَ شهداءً رووْا بدمائِهم الطاهرةِ ثرى أُردنِنا المُباركِ. ونطلبُ من جميعِ أبنائنا المحبوبينَ بالرَّبّ الالتزامَ بقرارِنا هذا بمسؤوليّة روحيَّة وواجِبٍ وطنيٍّ” فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ” (1 كور 12: 26).
ونرفعُ الصلواتِ معَ جميعِ الآباءِ الكهنةِ وأبنائِنا في كافةِ الكنائسِ منْ أجلِ إخوتِنا شهداءِ الوطنِ، ولشفاءِ المصابينَ منْ أبناءِ قواتِ الأمنِ العامِ. راجينِ الإلهَ المُتَحَننَ أنْ يتغمَّدَ شهداءَ الواجبِ بواسعِ رحمتِه وحنانِهِ، وأنْ تُبلسِمَ العنايَّةُ الإلهيَّةُ قلوبَ ذويهم بالتعزيَّةِ والسّلوانِ، وأنْ يُديمَ علينا نِعمةَ الأمنِ والأمانِ.
ونحنُ كُلنا ثِقةٌ بتجاوزِ هذهِ المرحلةِ الأليمةِ كعائلةٍ واحدةٍ منسوجةٍ بالمَحبَّةِ والأُخوةِ والإنتماءِ لهذا الوطنِ مُلتفينِ حولَ سيِّدِ البلادِ جلالةِ الملكِ عبدِاللهِ الثّاني ابن الحسينِ المعظمِ حفظَهُ الله ُورعاهُ.
ميلادٌ مجيدٌ.. وسنة مباركة