بثت القناة الخامسة في التلفزيون الإيطالي مقابلة أجرتها مع البابا فرنسيس تحت عنوان “عيد الميلاد الذي أريده” تناول فيها الحبر الأعظم مسائل عدة، من بينها الحرب الدائرة في أوكرانيا، وارتفاع كلفة الطاقة والفقر والفساد.
استهل البابا كلمته لافتا إلى أننا نشهد اليوم حرباً عالمية ثالثة مجزّأة، موضحا أن ما يجري اليوم في أوكرانيا يعني الإيطاليين نظراً للقرب الجغرافي، بيد أن سورية تشهد حرباً رهيبة منذ ثلاث عشرة سنة، فضلا عن الصراع الدائر في اليمن وميانمار والقارة الأفريقية. ولفت البابا إلى الذكرى السنوية الستين لإنزال النورمندي الذي شكل بداية تحرير أوروبا من النازية والفاشية، وقال إن ثلاثين ألف شاب قُتلوا على ذلك الشاطئ، مضيفا أنه يفكر بأمهات هؤلاء الجنود وأكد أن الحرب هي ضرب من الجنون، وتلحق الدمار فضلا عن البرد والجوع. ولفت إلى أن تجارة الأسلحة تزدهر في زمن الحرب، وصناعة الأسلحة تقضي على البشرية عوضا عن مساعدتها على التقدم. واعتبر البابا أن الحرب بدأت مع قايين الذي قتل أخاه بدافع الغيرة.
هذا ثم عاد فرنسيس ليتحدث عن الحرب في اليمن حيث يواجه الناس خطر الموت جوعاً. وأوضح أن ارتفاع أسعار الطاقة – كالغاز والكهرباء – هو نتيجة من نتائج الحرب. وروى أنه التقى مرة بسيدة في بوينوس أيريس عاشت الحرب العالمية الثانية وحدّثته عن المجاعة، موضحا أن العديد من الأشخاص اليوم باتوا يعرفون ما هو الجوع. وعبر البابا في هذا السياق عن قلقه البالغ حيال موقف اللامبالاة، وقال إن عيد الميلاد هو عيد حزين ومطبوع بالحرب، داعيا الأشخاص إلى الاتزان في الإنفاق. وأكد أن الصحفيين مدعوون إلى توعية الناس كي لا يقعوا ضحية ثقافة اللامبالاة.
تابع البابا حديثه لافتا إلى أننا جميعنا خطأة ويتعين علينا أن نطلب المغفرة من الله يوميا على الأخطاء التي نرتكبها، محذرا من مغبة الفساد الذي يُفسد نفس الإنسان. وتناول فرنسيس بعدها مسألة الشتاء الديمغرافي في إيطاليا، وسط تراجع معدل الولادات، وقال إن بلدانا عدة شأن فرنسا تبنت إجراءات لصالح الأسرة، ما أدى إلى ارتفاع في الولادات، معتبرا أن العائلات الإيطالية تحتاج إلى المساعدة، وتوجه إلى الإيطاليين مشجعاً إياهم على الإنجاب، لأن الوطن يحتاج إلى المزيد من البنين لا إلى الأنانية.
لم تخلُ المقابلة من الحديث عن بطولة كأس العالم لكرة القدم، وشدد البابا على ضرورة أن يعيش الفريق الفائز هذا الفوز بتواضع، آملا أن يختبر الفريق الخاسر الفرح لأن الفوز ليس مهماً، فما هو مهم هو اللعب بنزاهة. وتمنى أن تنمو الروح الرياضية بين الأشخاص، وأن تساهم هذه البطولة في استعادة هذه الروح التي تجعل الإنسان نبيلا.
ردا على سؤال حول المشاعر التي ترافق الاحتفال بعيد ميلاده السادس والثمانين قال البابا إنه يشعر بالسعادة، لافتا إلى أن الرب يرافقه، وهو يشعر أنه راعٍ يقوم بدعوته، مع أنه خاطئ. وأوضح أنه يقوم بالاعتراف مرة كل خمسة عشر يوماً، مؤكدا أن الرب يساعده في مسيرته. في ختام هذه المقابلة طلب البابا فرنسيس من جميع الأشخاص أن يوجهوا الأنظار نحو الطفل يسوع في عيد الميلاد، وأن ينظروا أيضا إلى النجم، وتمنى للكل ميلاداً مجيداً، سائلا الرب أن يبارك الجميع والعذراء مريم أن تحميهم.