ما أحوجنا في هذه الأيام إلى العودة إلى روحانية العيد والدخول في عمق المعنى الحقيقي للفرح والسلام والبساطة والتواضع.
بالعودة إلى الكتاب المقدس، نجد أن هناك العديد من الأنبياء في العهد القديم قد تنبأوا بولادة المخلص يسوع من العذراء ومجيء المخلص المنتظر، لا سيما منهم النبي الكبير أشعيا القائل: “هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».” (إش 7: 14).
في العهد الجديد، يشرح الإنجيلي متى معنى كلمة عمانوئيل: الله معنا. ما أجمل هذه العبارة التي تؤكد على وجود الله في حياتنا، في كل زمان ومكان، وتمنح الثقةُ بأنه يقود دفة سفينتنا إلى ميناء السلام في رحلة هذه الحياة.
قصة الميلاد مكتوبة بالكلمة في الإنجيل المقدس، ومرسومة باللون في الأيقونة والصورة الكنسية. أيقونة الميلاد تصور المذود، وهو المكان البسيط والمتواضع الذي ولد فيه يسوع، بشكل قبرٍ، وهذا يدل على أنه ولد لكي يبذل نفسه فداءً عن البشرية.
يعيش الإنسان حياته على هذه الأرض الفانية مدةً من الزمن، في رحلة تمتد ما بين الولادة والموت. ما أجملَ أن يعيشها بسلامٍ وسكينةٍ ومصالحة مع الذات، ومحبة ومودة مع أخيه الإنسان. ليس هناك أي شيء في الدنيا يستحق أن أحقد أو أغضب أو أخاصم أو أحسد أياً كان.
عيش العيد يكون بأن أصفيّ قلبي وأجعله نقياً كالثلج مثل قلب يسوع، الذي قال: “اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ.” (مت 11: 29).
في الختام، أصلي أن يعم السلام والوئام والفرح في العالم أجمع، وأطلب من الله أن يحمي الأردن الحبيب، بقيادة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني المفدى والمعظم مع العائلة الهاشمية الغالية