التقى سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس المعهد الملكي للدراسات الدينية، الاثنين 26 كانون الأوّل 2022، رؤساء وممثلي الكنائس الشرقية والغربية في كنيسة السيدة العذراء للأقباط الأرثوذكس بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية.
وهنأ سموه ممثلي الكنائس وبنات وأبناء الوطن المسيحيين بمناسبة الأعياد، مشيدًا بالدور المخلص للأسرة الأردنية والقيادات الدينية المسيحية في المملكة، الذين أوقفوا جميع الاحتفالات بأعياد الميلاد تضامنا مع أهالي الشهداء والجرحى من أبناء جهاز الأمن العام.
وأكد سموه أن الأعياد الدينية تمثل فرصة كبيرة لتعميق العيش المشترك بين أبناء الوطن، مشيرًا إلى أن تحويل الأعياد الدينية إلى أعياد وطنية يعزّز دور الدين في المجتمع وروح التضامن والتكافل.
وأشاد سموه بالدور الكبير الذي تقوم به الكنائس والمؤسسات المسيحية العربية في تعزيز صمود المقدسيين والحفاظ على المقدسات في مدينة القدس أمام مشاريع التهويد الممنهجة، منوهاً سموه إلى ضرورة تأسيس موقف لاهوتي معاصر تجاه القضية الفلسطينية.
ولفت سموه إلى أهمية تفعيل الحوار المسكوني بين الكنائس المسيحية في العالم العربي لتعزيز إمكانية التلاقي وتقديم أنموذج للوحدة والمحبة والانسجام وبناء التنوع والتعددية. كما جدد سموه الدعوة إلى إقامة صندوق تراثي عربي إسلامي يعزز التواصل الفكري والمودة والفهم المشترك.
من جانبه، قال كاهن كنيسة العذراء للأقباط الارثوذكس في الأردن الأب انطونيوس صبحي، إن هذا اللقاء يأتي ونحن نحتفل بعيد الميلاد المجيد الذي ينمي في وجداننا أثرًا روحيًا ممتلئ بالدروس المستفادة من المحبة والسلام والتواضع وقبول الآخر وحب الخير للغير وخدمة الإنسان لأخيه الإنسان بصرف النظر عن دينه أو عرقه أو جنسه. وأكد ضرورة تذكير الإنسان في الميلاد المجيد بعظمة وقدرة الخالق ونعمه التي لا تعد ولا تحصى مما يدفع الإنسان إلى حياة الشكر الدائم إلى الله.
وفي نهاية الحديث، دار حوار بين الحضور وسموه حول أبرز القضايا المتعلقة باحترام التنوع والاختلاف، وإدارة المعالم الدينية بالقدس، ومبدأ المواطنة الشاملة للتعدد الديني والثقافي في الأردن والمشرق.