أهمية اللقاء والحوار والدور الخاص للنساء في بناء السلام في عالمنا الجريح، كان هذا محور كلمة البابا فرنسيس اليوم خلال استقباله المشاركات في مؤتمر تنظمه الدائرة الفاتيكانية للحوار بين الأديان بعنوان “نساء يُشَيدن ثقافة لقاء بين الأديان”.
استقبل البابا فرنسيس قبل ظهر اليوم الخميس المشاركات في مؤتمر تنظمه الدائرة الفاتيكانية للحوار بين الأديان من ٢٥ حتى ٢٧ كانون الثاني يناير بعنوان “نساء يُشَيدن ثقافة لقاء بين الأديان”. وعقب ترحيبه برئيس الدائرة وأعضائها ورئيسة الاتحاد العالمي للمنظمات النسائية الكاثوليكية والحاضرات جميعا أشاد الأب الأقدس بهذه المبادرة، وقال إنه ليس من الأمور المتكررة أن يلتقي ممثلو ١٢ من الديانات من جميع أنحاء العالم ويناقشوا قضايا هامة تتعلق باللقاء والحوار من أجل تعزيز السلام والتفاهم في عالمنا الجريح. وشدد البابا على الأهمية الأكبر لهذا اللقاء لكونه مخصصا للاستماع إلى خبرات النساء ووجهات نظرهن، فالسلام يجب السعي إليه بإشراك النساء بشكل أكبر لأن المرأة تهب العالم العناية والحياة، وهي طريق نحو السلام.
تحدث الأب الأقدس بعد ذلك عن اهتمام الكرسي الرسولي والتزامه في مجال الحوار بين الأديان ومن أجل تعزيز التفاهم والتعاون بين مؤمني التقاليد الدينية المختلفة. وتابع البابا قائلا للجميع أن كلاً من تقاليدكم وكلاُّ منكم بشكل شخصي لديه أو لديها ثراء لتقديمه للعالم من أجل نشر روح استقبال وعناية وأخوّة. ثم أشار إلى أن جزءً كبيرا من المؤتمر الذي تنظمه الدائرة الفاتيكانية للحوار بين الأديان مخصَّص لإعادة اكتشاف الجوانب النسائية في التقاليد الدينية المختلفة للمشاركات وإبراز كيف تساهم هذه الجوانب في ثقافة اللقاء. وشدد البابا في هذا السياق على أن الجلوس للاستماع إلى الآخر، وهو سمة من سمات اللقاء الإنساني، هو نموذج من تصرف شخص منفتح على الترحيب، يتغلب على النرجسية ويقبل الآخر، ويوليه اهتمامه، ويرحب به في دائرته الخاصة. وأضاف قداسته أن النشاطات الساعية إلى اللقاء وما يتطلبه من انفتاح تصبح نادرة، وبالتالي فإن القيام بها هو إحدى أكبر الهبات التي يمكنكن تقديمها لعائلاتكن وجماعاتكن ومجتمعاتكن، قال البابا للمشاركات في المؤتمر.
وفي ختام كلمته شجع البابا فرنسيس الجميع على مواصلة هذا التعاون الهام من خلال تقاسم المعارف والخبرات العملية التي ستمنحكن القوة والإبداع، قال قداسته، خلال عملكن في أُطركن الخاصة من أجل تقديم المساعدة لأشخاص كُثر يبحثون عن تخفيف لمعاناتهم، وأكثر من هذا عن معنى وهدف لحياتهم. وشكر البابا ضيفاته على التزامهن وجهودهن من أجل تعزيز كرامة النساء وخاصة الفتيات. ثم وجه قداسته الشكر إلى الجميع على هذه الزيارة متمنيا كل خير لعملهم الهام هذه الأيام، وبارك الجميع وعائلاتهم.