زلزالُ الإنسانية بقلم الشاعرة فيلومين نصار

حُبلى أنا بإنسانيتي التي تتعزَّى بأفكاري

إذ شَهِدْتُ العدلَ مشنوقًا أتلظَّى بهِ كَلهيبِ

حبلى أنا بالمظلومينَ يُساقونَ للذبحِ كغنمٍ

أضاحي يُقَدَّمونَ على مذبحِ الفقرِ الكئيبِ

كوارثُ حلَّتْ بأهلِنا وما زِلْنا نراوِغُ رأيًا

أنكْسِرُ قيدًا أم نُبقي قرارَ قيصرِ الغضيبِ

فالشرقُ مُنقسِمٌ أصمٌّ أبكمٌ متهافتٌ مُتقَطِّعٌ

والوحدةُ أضحتْ تُراثا إذ فشِلْنا بالكروبِ

إلى متى يمتطي الأغرابُ ظَهْرَ اغترابِنا

حتى الزلازلَ فرَّقتْنا واحتدَمْنا بالحروبِ ..


زلزالُ قرنٍ شرذمَ المقهورَ وابتلاهُ وَجَعًا

أبٌ يبكي أولادهُ وما من سامعٍ أو مجيبِ

طفلةٌ وُلدتْ بعتْمِ الموتِ وأخرى تباعدَتْ

وأمٌّ تَهَبُ الحياةَ وتُسْلِمُ روحًا دونَ رقـيبِ

قلبي عليكَ وطني بلؤْمِ المصائبِ مُنشَغِلٌ

وعالمٌ أبدى تبجُّحًا منتفضًا لإنقاذِ الغريبِ

توالى الكونُ يُسعِفُ من يصطَفُّ شراسةً

فذاك زيد وذاك عليٌّ هكذا قسَّمَنِي قريبي ..


كيفَ انتهى الموتُ بالإنسانِ طينًا وماسًا

هُمُ الماسُ ونحنُ الطينُ اكتفيْنا بالنصيبِ

أي ذنبٍ لأطفالِ الحصار تحتَ الرَّدمِ قَضوا

عيونُ الغُبنِ ترقبهُمْ وتكتفي برفعِ النحيبِ

أترى اللهُ خَلَقَنا نصفَ بشرٍ بنصفِ رحمٍ

أم نحنُ من طوى حياتَنا وشبابَنا الرطيبِ

شهباءُ والعاصي وكلُ جزءٍ منكُمْ كرامتي

ألمْ نشدو من الشامِ لبغدانِ وطني الحبيبِ ؟