لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لاعتلائه السدة البطرسية خصّ البابا فرنسيس هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية بمقابلة، مستضيفاً الصحفي Paolo Rodari في مقر إقامته في بيت القديسة مارتا. تناول الحبر الأعظم مسائل تتعلق بحبريته وتطرق إلى الحرب في أوكرانيا، مسلطا الضوء على ضرورة توفير الضيافة للجميع.
سُئل البابا في البداية عما تغيّر خلال السنوات العشر الماضية، وقال إنه أصبح مسناً، ولم يعد ينعم بالقوة البدنية نفسها، لافتا إلى الألم الذي أصابه في ركبته، وأوضح أنه يشعر بالخجل لكونه ملزما على استخدام الكرسي المدولب. بعدها أكد البابا أنه لديه أفضيلة حيال الأشخاص المقصيين، لكن هذا الأمر لا يعني أنه يريد أن يقصي الباقين، مشيرا إلى أن الفقراء هم المفضلون عند يسوع، ومع ذلك لم ينبذ الأغنياء.
وقال الحبر الأعظم في هذا السياق إن الرب يدعو الجميع للجلوس إلى مائدته، ولا يستثني أحداً، وفيما يتعلق بالمدعويين الذين لم يلبوا الدعوة طلب من تلاميذه أن يذهبوا إلى الطرقات ليدعوا الجميع، المرضى والأصحاء، الأخيار والأشرار، الأغنياء والفقراء، الكبار والصغار. وأكد فرنسيس أن الكنيسة ليست بيتاً لبعض الأشخاص، لأن شعب الله يتألف من الجميع.
رداً على سؤال حول سبب إقامته في بيت القديس مارتا، قال البابا إنه حاول أن يقيم في القصر الرسولي بعد انتخابه ولم يشعر بالارتياح هناك، ففضل المكوث في بيت القديسة مارتا الذي هو عبارة عن فندق يقيم فيه حوالي أربعين شخصاً يعملون في الكوريا الرومانية ويستضيف أشخاصاً من كل حدب وصوب. وعندما سُئل عن الوضع الراهن في أوروبا قال إنه يوجد العديد من القادة السياسيين الشبان، موضحا أنه يطلب منهم دائما أن يتحاوروا بغض النظر عن الانتماءات السياسية، لأن هذا الزمن هو زمن الحوار بين الشبان.
لم تخلُ كلمات البابا من التطرق إلى الصراعات المسلحة الدائرة في مناطق عدة من العالم وقال إنه في غضون مائة سنة ونيف وقعت ثلاث حروب عالمية، لأن الحرب الدائرة اليوم هي حرب عالمية أيضا. فقد بدأت بشكل مجزّأ، واليوم لا يستطيع أحد أن يقول إنها ليست حرباً عالمية، نظرا لتورط القوى العظمى فيها، وساحة المعركة هي أوكرانيا، حيث يتقاتل الجميع. وتحدث فرنسيس عن صناعة الأسلحة مؤكدا أنه إذ توقف العالم عن تصنيع الأسلحة لسنة واحدة ستُحل مشكلة الجوع في العالم. وعوضا عن ذلك تُخاض الحروب، تُباع الأسلحة القديمة وتُختبر أسلحة جديدة.
في معرض إجابته على سؤال بشأن ما يمكن أن يقول للرئيس بوتين في حال التقى به قال البابا إنه يريد أن يتحدث إليه بوضوح كما يفعل في العلن، وذكّر بالزيارة التي قام بها إلى مقر السفارة الروسية لدى الكرسي الرسولي في اليوم التالي لبداية الحرب، حيث أكد استعداده للذهاب إلى موسكو شرط أن يبقي بوتين باب التفاوض مفتوحاً. وأضاف أنه تلقى رسالة من لافروف كتب فيها أن الوقت ليس ملائماً، وأشار البابا إلى وجود مصالح إمبريالية لروسيا وجهات أخرى، تُقدّم على مصالح الأوطان، وذكر في الختام بالحروب الأخرى الدائرة في اليمن وسورية فضلا عن مأساة الروهينغا في ميانمار، مؤكدا أنه لا يؤمن بما يُسمى بالحروب المقدسة.