البشارة في المفهومين السماوي والكنسي بقلم الدكتور جلال فاخوري

تعني الاخبار او الاعلام عن ما كان متوقع اما في المفهوم الفكري
الفلسفي فتعني نقل الحضاره الفكريه من السماء ليعيشها
الانسان بجوانحه. فالفكر السماوي يختلف عن الفكر
البشري لان الانسان يتصرف ويسلك حسب مفهومه اما
السماوي فهو فكر يختص بالآله لذلك قال السيد المسيح
مخاطباً البشر ” فكركم غير فكري ” وتجسدت البشاره
بالميلاد. وحين تقول فلسفة الحضاره الفكريه السماويه
تعني اننا عاجزون عن استيعاب فكر الله الا بالواقع.


والواقع هو حضاره فكريه بشريه او انها موضوعيه
والحضاره السماويه هي نقل الفكر الالهي الى الارض.
من هنا نقول مملكة الارض هي في الله انشأها الله لتكون
ملكوت له حسب ما جاء في دعوة السيد المسيح ” لتكن
مشيئتك في السماء كذلك على الارض” اي مملكة
الله في الارض لذلك يقول المزمور ” للرب كل الارض
وجميع الساكنين فيها” واختلاف حضارة السماء عن
الارض اتضحت في البشاره اي نقل الفكر الالهي الى
الارض وهكذا كان ، بعد ستمائة عام من نبوءة اشعيا
النبي عن المسيح بالتجسد. جدير بالذكر ان البشاره التي
سبقت ميلاد المسيح كانت تتضمن محتوى خاص هو امر
آلهي للعذراء بقبول دعوة المسيح لكن باسلوب مذهل
للعقل البشري وربما السؤال التالي يوضح الفكره، لماذا
كانت البشاره؟ اليس بمقدور السيد المسيح ان يولد دون
ان يبشر العذراء ؟ ولكن البشاره كانت لتهيئة البشر
لقبول الله في الميلاد فالفرح يسبق العرس اي الفرح
الآلهي سابق على عرس الميلاد. تماماً كعلم السيد
المسيح بالقبض عليه وصلبه ولذلك قبل طوعاً الصلب
وهذا ما لا يستوعبه كثير من المسيحيين. اعتقاداً ان
المسيح قتل غدراً.