بمراجعة ذاتية لمسيرة الحياة، سؤال يتسع صدى صوته منذ زمنٍ بعيدٍ: مَن المسؤول عن الأرواح التي تُهدَرْ كل يوم في كلِّ مكانٍ من العالم؟ هناك في البلاد البعيدة زلازل وفيضانات وهنا كوارث جويَّة ودمار وقتل وتشريد وحروب التي ما طالت تفتك بالبشريَّة.
أُحاول الإجابة عن تساؤلي الذي يتوسَّع يومًا بعد يوم؛ لربما أُفكِّر بأنَّ المسؤول هم المترَأسين على عروش الحكم الدنيويّة متناسين أن الحاكم هو واحد و لا أحد غيره. ولكن لن أُطيل الكلام عنهم فكلمة الحق، هذه الكلمة التي تُعتَبَر رصاصة ناريَّة في صدور كل مَنْ تُسَوِّل له نفسه على إسكاتها.
وهنا أيضًا، أتساءل إذا لَمْ تتحرَّك الرئاسات الزمنية في حلّ هذه الإشكالات فلماذا لا تتدَخَّل الرئاسات الدينيَّة متضامنةً جميعها لحلِّها؟ وهل سقط دور الدين في حلِّها؟ هنا أُلازم الصمت لأنَّني عاجزٌ عن الإجابة. وإذا لم تتدَخَّل الرئاسات الدينية لحلِّها، لماذا لا يتحرَّك المثقفون والأدباء الذين يدَّعون الثقافة والمعرفة؟ ماذا تفعل الثقافة حين تتوسَّع الهوَّة بين القويّ والضعيف، بين الفقير والغنيّ …….. صرختي هذه صرخة كلَّ شخصٍ شريف يرى اتساع دائرة الشرّ وطغيانه على العالم.
حتمًا؛ إذا لم يتدَخَّل هؤلاء جميعهم، فيجب إذًا على قوى الأمر الواقع تغيير هذا الواقع حتى ولو وصل إلى الهاوية. وفي نهاية المطاف أصمت صمت السيّدة العذراء التي كانت تحفظ كل ذلك في قلبها. وأقول هم نفوسٌ أسكتها القدر عن الكلام والتنفُّس، وإذا تكلَّمَت فتتكلَّم بغير مبتغاها.